لم ينته الناس بعد من التناقش حول قضية الداعية المغرم بمزاولة الشتم والسب، حتى ظهر عليهم داعية آخر مغرما بما هو أكبر وأغلظ، التشبه بقوم لوط والمزح بما هو محرم دينا وعرفا ونظاما!!! إن الصورة العامة للداعية في أذهان الناس، تتسم بالوقار والتقوى وحسن الخلق، فما بال أمثال هؤلاء يعمدون إلى تشويه تلك الصورة؟ من يشاهد الفيديو الذي يعرض صورة أحد الدعاة المشهورين، وهو يتلفظ بألفاظ يقشعر لها البدن من خشية غضب الله، يمازح بها شبانا صغارا منجذبين إليه محبين له، لا يملك سوى أن يملأه الغضب من ترك مثل هذا الداعية يختال وسط صبية مراهقين يرونه قدوة لهم فيما يقول ويفعل، لكنه يخون الأمانة، فيقدم لهم أقبح مثال وأسوأ قدوة يمكن أن تقدم لمن هم في مثل سنهم، (ففضيلته) لم يجد ما يمزح به معهم سوى التفوه بعبارات سوقية تبعث على الغثيان، تخاطب الغرائز، تتضمن (التحريض) على ممارسة ما هو محرم شرعا. هل ثمة ثقة تبقى في داعية هذا سلوكه؟ هل ثمة احترام له بعد هذا؟ إني لا أظن بعد هذا، أنه يمكن لأي والدين حريصين على تربية أولادهما على التقوى والطهر، أن يغامرا فيبعثا بهم إليه ليتلقوا علما على يده، خاصة إن كانوا (مزيونين)! إن هذا السلوك الأخلاقي المتدني لأمثال هؤلاء الدعاة، لا يسيء إليهم وحدهم، وإنما هو يسيء إلى الفئة التي يمثلونها ويتحدثون باسمها، فئة العلماء والمشايخ والدعاة، فبسببهم تأخذ الصورة المرسومة في أذهان الناس لأصحاب الفضيلة بالانحدار من الاحترام إلى الاستخفاف، ومن الثقة إلى الشك. بقي في خاطري سؤال أود توجيهه إلى وزارة الشؤون الإسلامية: هل يجوز المزاح المتضمن تحريضا على فعل ما هو محرم شرعا؟ وإذا أتى الداعية ذلك الفعل الذي يتوقع أنه لا يجهل حكمه، ألا يستحق التأديب؟ وهل يحق له أن يظل مصنفا ضمن زمرة العلماء والمشايخ والدعاة؟ وسؤال آخر لجامعة الملك سعود، هل تجيز أنظمة الجامعة أن يكون بين أساتذتها من يغازل الذكور ويزين لهم ضمنيا ممارسة الشذوذ؟ للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة