إن إصابة الأمعاء بالديدان تكون صامتة من دون عوارض لافتة، أو إنها قد تكون سبباً يقف وراء الإسهال وعوارض أخرى، وفقاً لنوع الدودة. وتشاهد العدوى بالديدان بكثرة في بلدان العالم الثالث، وكثيراً ما يتعامل المصابون بهذه العدوى بنوع من الاستهتار، إذ يذهبون إلى الصيدلية فيطلبون «شربة» ظناً منهم أنها ستحل المعضلة، لكن الأمر ليس بهذه البساطة التي يتصورها البعض، بل لا بد أولاً من معرفة هوية الدودة ومن ثم إعطاء العلاج المناسب النوعي الذي يسمح بالقضاء عليها. ويتم تشخيص الإصابة بالديدان بسهولة من خلال فحص عينة من البراز تحت المجهر، وإذا لم يكشف الفحص عن شيء فإنه يوصى بإعادة الفحص مرة أخرى بعد مضي أسبوع على الفحص الأول. أما أشهر الديدان التي يتم رصدها في البراز فهي: - الحرقص، أو الدودة الدبوسية. وهي دودة حبلية الشكــل، صغيـــرة، بيضاء اللون، تسبب ما يعرف بداء الحرقـــص الكثيـر الشيوع عند الأطفال، خصوصاً أطفـــال الطبقات الفقيرة، بسبـــب فقدان الوعي الصحي. وتستوــــطن ديدان الحرقص البالغة في المصران الأعور، وعندمـــا تذهـــب مـــع الخروج فإن في استطاعتها التشبث في فتحة الشرج محدثة حكة قوية، خصوصاً في الليل. - الأسكاريس، وتكون الإصابة بها إما صامتة أو قد تعطي عوارض مبهمة غير نوعية، مثل وجع البطن، والمغص المتكرر، والغثيان، والتقيؤ، والإسهال الدهني، ويمكن حشداً من الديدان أن يجتمع ليشكل كتلة تسد القنوات الصفراوية فيعاني المصاب من أبو صفار (اليرقان). - الدودة الشريطية، وتعيش هذه في الأمعاء الدقيقة، وقد عرفت بهذا الاسم لأن شكلها يشبه الشريط. وهناك أنواع عدة منها، مثل الشريطية البقرية، والشريطية الخنزيرية، والشريطية السمكية، والشريطية القزمة، والشريطية القوارضية، والشريطية الكلبية، إلا أن أخطرها هي الشريطية الكلبية لأنها تعطي أكياساً مائية تقطن في أعضاء حيوية، كالكبد والعين والمخ.