القدس المحتلة - سما - أطلقت وكالة «ناسا» تحذيراً هو الأول من نوعه لدول الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وقالت إن عاصفتين ثلجيتين ستضربان بلاد الشام عموماً، وسورية ولبنان خصوصاً، الأولى بدأت مساء الثلثاء الماضي محملة بثلاث جبهات باردة جداً، والأخرى الاثنين المقبل وستكون أقوى من الأولى وأبرد يصل خلالها تساقط الثلوج إلى الساحل السوري، وتستمر أياماً عدة وتنتهي الجمعة. وفي قطاع غزة، كشفت أشعة الشمس التي أشرقت أمس بعد أربعة أيام من الظلام رافق العاصفة «اليكسا»، الكارثة الانسانية وحجم الدمار والخراب الذي أصاب قطاع غزة. ونزل «الغزيون» الى الشوارع أمس، للمرة الأولى، بعد أربعة أيام حبستهم خلالها العاصفة في منازلهم، فيما بدأ آلاف المشردين بالعودة الى منازلهم المدمرة أو غمرتها مياه الأمطار التي هطل منها نحو 300 مليون متر مكعب، أي ما يعادل نحو 85 في المئة من الموسم. وبدا «الغزيون» كأنهم خرجوا من حال حرب شنتها عليهم «أليكسا» الروسية، فحولت حياتهم جحيماً وبرداً غير مسبوق، ودمرت المنازل وشردت الناس، كما قال أحد المواطنين لـ «الحياة». وقالت ابتهاج (49 عاماً) لـ «الحياة» إنها لم ترَ في حياتها أكثر برودة وغزارة في الأمطار من هذه العاصفة، ولم تمر عليها أسوأ من هذه الأوضاع. الكهرباء وشعر «الغزيون» بالارتياح بعد تشغيل مولديْن من مولدات محطة الطاقة الكهربائية الوحيدة في القطاع، في أعقاب ادخال من الوقود الصناعي الإسرائيلي دفعت ثمنه دولة قطر. وكانت المحطة توقفت عن العمل قبل نحو 50 يوماً، وظل الاعتماد على 120 ميغاواط تصل من اسرائيل، و27 ميغاواط تصل من مصر، في حين تصل حاجة القطاع الى نحو 400 ميغاواط. وقال المدير التنفيذي العام لشركة كهرباء فلسطين وليد سعد صايل إن المحطة جاهزة للتشغيل بمولداتها الأربعه بطاقه تشغيلية كامله بقدرة 120 ميغاواط في حال توافر الوقود اللازم. لكن مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء جمال الدردساوي قال لـ «الحياة» إنه قد تتم العودة الى جدول توزيع الكهرباء القاضي بوصل التيار 8 ساعات وفصله 8 اخرى، وهكذا اعتباراً من ليل الأحد - الاثنين أو صباح الاثنين بعد تشغيل مولدين فقط. وقال مواطن لـ «الحياة» إن «سقف أحلامه أصبح عودة جدول الثماني ساعات للتيار الكهربائي، ولم يعد تحرير الوطن ومدينة القدس وعودة اللاجئين هو الحلم. الحلم هو عودة المشردين نتيجة العاصفة الى منازلهم». هشاشة البنية التحتية وكشفت العاصفة هشاشة البنى التحتية في القطاع، خصوصاً الطرق وشبكات تصريف مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي، وضعف استعدادات البلديات التي تسيطر عليها حركة «حماس». واستنفرت الحكومة التي تديرها «حماس» عدداً من وزاراتها وأجهزتها لمواجهة العاصفة ومساعدة البلديات التي ادعت منذ أسابيع طويلة أنها أنهت استعداداتها لموسم الشتاء. كما استنفرت الحركة عناصرها و «كتائب القسام» للمساهمة في أعمال الاغاثة، فيما أعلنت حركة «الجهاد الاسلامي» تقديم مساعادت اغاثية لأكثر من 2200 مواطن. وقال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدوة أمس إن مواطنيْن توفيا نتيجة العاصفة، كما أصيب 108 آخرون بجروح مختلفة، من بينهم أربعة في حال الخطر. وأعلنت وزارة الصحة خلو المشردين من أي أمراض معدية، فيما حذرت دوائر صحية وبيئية من كوارث صحية في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه ولم يتم تقديم يد العون للقطاع. وأعلن وزير الأشغال العامة يوسف الغريز أن الخسائر المباشرة للعاصفة بلغت 67 مليون دولار، في وقت أشار وزير الزراعة علي الطرشاوي الى أن خسائر القطاع الزراعي بلغت 7.7 مليون دولار. وطالب الناطق باسم وزارة الداخلية اسلام شهوان مصر بفتح معبر رفح الحدودي والسماح بإدخال قوافل المساعدات.