مطر» الكلمة الأكثر تأثيراً في نفوس السعوديين خلال الأيام الماضية، فأخباره تتصدر قائمة أولوياتهم، وزيارة مواقع الطقس أصبحت أمراً حتمياً وجزءاً لا يتجزأ من البرنامج الصباحي للغالبية. وجعلت حروفه الثلاثة من المتخصصين في علوم المناخ والطقس «نجوماً» في وسائل الإعلام كافة. حتى إن جملة «توقعات بهطول أمطار» كفيلة بتغير البرنامج اليومي للسعوديين وسلوكياتهم، وقادرة على خلق جو من التوتر والقلق خلال فترة التوقعات. كما منحت الجملة ذاتها الطلاب والطالبات الإذن الرسمي للغياب عن المدارس، وأجبرت الآباء على المكوث في المنازل لحماية أسرهم. في حين حولت النساء إلى «مجندات» في غرفة عمليات خاصة بمتابعة أحوال الطقس، فهن يرصدن كل ما هو جديد، ويتنقلن بين مركز الإنذار المبكر التابع للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ومواقع الإنترنت المعنية بالطقس، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي تُعد المصدر الأول في حصولهن على المعلومة بسهولة من خلال المتخصصين في علوم المناخ، الذين يبادرون إلى نشر معلومات دقيقة ومفصلة، إضافة إلى الخرائط الجوية، التي تصف الحال المناخية والتقلبات المتوقعة خلال ساعة أو يوم. وتقضي نجوى السليمان ساعات صباحها الأولى متنقلة بين مواقع الطقس وصفحات المتخصصين في علوم المناخ في مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى المواقع الإخبارية، معللة ذلك برغبتها في التأكد من درجة الخطورة التي تحملها السحب التي تمر في سماء مدينتها، ولاسيما أن عليها اتخاذ قرار عاجل بذهاب أبنائها إلى المدرسة أو بقائهم في المنزل. ولم تكتف نجوى بهذا الحد، فهي تعمل على تقديم خدمات مجانية عن أحوال الطقس المتوقعة، سواء في مدينتها أم مدن أخرى في السعودية، لبعض صديقاتها، تتمثل ببث رسائل تحذيرية من خلال برنامج «واتساب»، تتصدرها عناوين بحسب حال الطقس، وتختلف في مضامينها بين «التحذير» و «المطالبة بعدم الخروج من المنزل». وقالت السليمان: «أكسبتني عملية الاطلاع الدائم على تلك المواقع خبرات جمة حول أحوال الطقس، إذ أصبحت المرجع الرئيس لأفراد أسرتي وصديقاتي، اللائي يتواصلن معي دائماً، بهدف معرفة التغيرات الجوية في مدينتي على وجه الخصوص، ولاسيما بعد هطول الأمطار الكثيفة على جدة وبريدة، والتي أدت إلى غرق كلتا المدينتين». ونوهت بأن متابعتها الدقيقة مواقع الطقس وخبراء المناخ في مواقع التواصل الاجتماعي يعود إلى خوفها من المطر والعواقب المترتبة عليه من غرق الشوارع، وصعوبة التنقل داخل المدينة أثناء هطوله. وفي الوقت الذي تراقب فيه نجوى مواقع أحوال الطقس في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت نهلة الحربي خبيرة في قراءة الخرائط المناخية من كثرة تصفحها مواقع الطقس. وقالت: «أصبحت لدي خبرة جيدة في قراءة خرائط الطقس، وخصوصاً أنني متابعة لها منذ كارثة جدة 2009»، منوهة بأنها «مهووسة» بتصفح المواقع الإلكترونية المتخصصة في أحوال الطقس، العربية منها والأجنبية، وخصوصاً خلال هذه الفترة. وتابعت الحربي: «مع استمرار دخولي تلك المواقع أصبحت لدي خبرة في قراءة الخرائط المناخية وتوقعات وجود الأمطار أو العواصف الرملية». وفي السياق ذاته، أصدرت رئاسة الأرصاد وحماية البيئة، أمس الأربعاء 14 تنبيهاً، شملت ثماني مناطق سعودية، تتضمن تحذيرات بتوقعات هطول أمطار رعدية مصحوبة برياح نشطة وأتربة مثارة على مناطق مكة المكرمة، والمدينة المنورة، تشمل المدن الساحلية (ينبع، وجدة، ورابغ، والليث). وقال المتحدث باسم «الارصاد وحماية البيئة» حسين القحطاني: «من المتوقع أن تكون الأمطار بين متوسطة وغزيرة على مناطق حائل والقصيم، والأجزاء بين رفحاء وحفر الباطن، والأجزاء الشرقية من منطقة المدينة المنورة». وزاد القحطاني: «هناك توقعات بانخفاض درجات الحرارة انخفاضاً ملموساً على مناطق الجوف، والحدود الشمالية، وتبوك، وحائل، مع توقعات بوجود رياح شمالية نشطة على تلك المناطق»، منوهاً بأن التوقعات لمناخ وطقس السعودية تشمل تكوّن الضباب على شمال المملكة وشرقها خلال الليل والصباح الباكر. وأكد المتحدث باسم «الأرصاد» أن «الرئاسة غير معنية بتعليق الدراسة بسبب الظواهر الجوية، فدورها يقتصر على تمرير معلومات الطقس وتحديد الظواهر الجوية، ومستوى الحال ومدتها ونطاق تأثيرها، وفي ضوء هذه المعلومات المقدمة من الرئاسة تتخذ الجهات الحكومية خططها وقراراتها، كل بحسب اختصاصه. ولفت القحطاني في الوقت ذاته إلى أن الرئاسة توقعت وجود تقلبات جوية بدأت منذ (الثلثاء) الماضي، تشمل هطول أمطار بين متوسطة وغزيرة على عدد من مناطق السعودية، وخصوصاً الشمالية والغربية منها، إضافة إلى وجود رياح نشطة وتدنٍّ في درجات الحرارة، ولاسيما على المناطق الشمالية من المملكة.