تعيش البرازيل التي كانت قبل اكثر من عام بقليل محط انظار العالم كبلد مضيف لمونديال 2014، اسوأ ايامها الكروية ليس على صعيد النتائج بل على الصعيد الإداري وتهم الفساد الموجهة إلى آخر ثلاثة اشخاص تولوا رئاسة الاتحاد المحلي للعبة. لينش: حجم الفساد لا يمكن تصوره ..والخيانة وصلت حد الاشمئزاز تلقى بلد "كرة القدم" ضربة موجعة أمس (الخميس) بتأكيد شكوك الفساد التي كانت تحوم حول مسؤوليه الكرويين مع اضافة رئيس الاتحاد المحلي الحالي ماركو بولو دل نيرو (موجود في منصبه منذ 2015) وسلفه ريكاردو تيكسييرا (استلم المنصب من 1998 حتى 2012) إلى لائحة الاتهامات الاميركية بالرشوة والفساد، في ظل وجود الرئيس السابق الآخر جوزيه ماريا مارين (استلم المنصب من 2012 إلى 2015) في السجون الاميركية للاسباب نفسها. "بعد ريكاردو تيكسييرا وجوزيه ماريا مارين، اكملت البرازيل +ثلاثية كأس العالم في الاحتيال+ بحسب مكتب التحقيقات الفدرالي والقضاء الاميركي"، هذا قاله الصحافي الرياضي البرازيلي الشهير جوكي كفوري في مدونته الخاصة. وبحسب موقع "اي اس بي ان" الرياضي بنسخته البرازيلية، فان القضاء الاميركي يتهم المسؤولين البرازيليين الثلاثة بالحصول على رشوة من رئيس شركة "ترافيك" مقابل الحصول على حقوق البث لكأس البرازيلي بين 2013 و2022، فيما كشفت المدعية العامة الاميركية لوريتا لينش بانها تحقق في رشاوى تتعلق برعاية الاتحاد البرازيلي من قبل احدى الشركات الاميركية الكبرى المتخصصة بالمستلزمات الاميركية، وبعملية التصويت للبلد المنظم لمونديال 2010 اي جنوب افريقيا، وبانتخاب رئيس (الفيفا) عام 2011. وخرجت لينش بكلمات قاسية خلال مؤتمرها الصحافي أمس (الخميس) حيث قالت: "كل واحد من الاشخاص ال16 الجدد متهم بالابتزاز المنظم وغيره من الجرائم المرتبطة بانتهاكات ارتكبت في ممارسة مهامه على مدى فترة طويلة"، مضيفة: "ان مستوى خيانة الثقة في هذه القضية مثير للاشمئزاز حقا وحجم الفساد لا يمكن تصوره". لكن هذه الاتهامات لا تفاجىء الجمهور البرازيلي لأن الشخصيات الثلاث المتهمة هي محط شبهات في انواع المخالفات الممكنة كافة خصوصا مارين (83 عاما) الذي دائما ما يتذكر البرازيليون ماضيه كرجل سياسي خلال فترة الحكم الدكتاتوري بين 1964 و1985. اعتاد البرازيليون على سماع كلمة الفساد في الاوساط الكروية المحلية لكن من دون ان يتم تجريم أحد بسبب غياب الادلة كما كانت الحال مع تيكسيرا (68 عاما)، العضو السابق في اللجنة التنفيذية ل(الفيفا) الذي تنحى موقتا عن منصبه كرئيس للاتحاد المحلي بحجة المرض قبل ان يستقيل تحت وطأة تهم الفساد. واتهمت مجلة "وورلد ساكر" الاميركية تيكسييرا بحصوله على مبلغ 30 مليون يورو من اجل التصويت لقطر في السباق على استضافة مونديال 2022 لكنه نفى هذا الأمر بطبيعة الحال وقال بان تصويته لمصلحة الدولة الخليجية كان مقابل تعهد بمساندة ملف الترشح المشترك لاسبانيا والبرتغال لاستضافة مونديال 2018 الذي حصلت عليه روسيا في نهاية المطاف. ولا ينحصر فساد تيكسيرا بالمسائل الكروية بل انه تحت مجهر السلطات المحلية التي تتهمه بتبييض الاموال والاحتيال خلال الفترة الممتدة بين 2009 و2012، وسبق لصهر الرئيس السابق للاتحاد الدولي جواو هافيلانج ان خضع للتحقيق من قبل السلطات السويسرية في اوائل الالفية الجديدة بسبب فضيحة شركة التسويق "اي اس ال" لكن من دون ان توجه اليه اي تهمة. اما بالنسبة لديل نيرو الذي قرر التخلي عن منصبه "من اجل الدفاع عن نفسه" امام لجنة الاخلاق في (الفيفا) والقضاء الاميركي، فهو كان حريصا منذ بدء الشرارة الاولى في مايو الماضي على عدم مغادرة البرازيل التي لا تربطها بالولايات المتحدة اتفاقية تسليم