يتوجه لي كه تشيانج رئيس الوزراء الصيني إلى بلجراد الأسبوع الجاري لحضور محادثات مع قادة من 16 دولة من شرق أوروبا ووسطها، في زيارة تستهدف إضافة مزيد من الزخم للاستثمارات الصينية في المنطقة. ويعد المؤتمر، الذي سيعقد يومي الثلاثاء والأربعاء في العاصمة الصربية، جزءا من استراتيجية تجارية شهدت دعم بكين للمنطقة بخط ائتمان بقيمة عشرة مليارات دولار العام الماضي. ووفقاً لـ"الألمانية"، فإن الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق إزاء إمكانية أن تقوض سياسات الصين المتعلقة بالتمويل والأعمال والتجارة القواعد المطبقة على أرضه، في الوقت الذي تأمل فيه دول وسط أوروبا وشرقها، ومعظمهما من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في الاستفادة من الأموال التي خصصتها الصين لدعم أعمالها. وبالنسبة لصربيا، سيسلط المؤتمر الضوء على الأعمال التي نفذت بالفعل مع الصين كدليل على أنها مقصد استثماري ناضج، وقال ألكسندر فوسيتش رئيس الوزراء الصربي، إن هذا حدث كبير بالنسبة لصربيا، حيث لم يعقد مثل هذا النوع من المؤتمرات في بلجراد منذ ما يراوح بين 30 و40 سنة على الأقل. ومن المقرر على هامش القمة، أن يفتتح لي وفوسيتش جسرا بقيمة 226 مليون دولار على طريق سريع حول بلجراد، الذي قامت ببنائه الشركة الصينية للطرق والجسور، ويعد هذا المشروع واحدا من بين عديد من مشاريع البنية التحتية الضخمة التي تنفذها بكين مع بلجراد. ويجري حاليا شق طريق سريع بقيمة 334 مليون دولار يربط العاصمة بوسط صربيا تنفذه مجموعة شاندونج الصينية، فيما ستتولى الشركة الصين للطاقة والاستثمار بناء محطة طاقة حرارية بقيمة 340 مليون دولار. وتتوقع صربيا أن تدفع القمة بخطط لإنشاء خط سريع للسكك الحديدية يربط بين بلجراد وبودابست بقيمة 2.35 مليار دولار، وتبلغ قيمة الشق الصربي من الصفقة 885 مليون دولار. ورغم ذلك، فإن هناك بعض الأصوات التي تتعارض مع تفاؤل المسؤولين الذين يتحدثون عن مليارات الدولارات من الاستثمارات، حيث يشير محمود بوساطليجا، وهو مستشار استثمارات أجنبية مستقل ومختص سابق في المعهد الاقتصادي في بلجراد، إلى أن الصينيين يوفرون الائتمان لشركاتهم الخاصة لتنفيذ مشاريع في صربيا. ويقول إنه بالنسبة لصربيا، فإن هذه ليست استثمارات بالمعنى الحقيقي، ولكنها ائتمانات استهلاكية، وفعليا، نحن نحصل على قرض ونشتري جسرا هنا، وطريقا سريعا هناك. فيما يرى ميجات لاكيسيفيتش، المحلل ورئيس التحرير السابق لمجلة "إيكونوميست"، وصاحب بوابة إلكترونية معنية بالشؤون الاقتصادية والتجارية حاليا، أن بعض المشاريع التي تم إطلاقها أو تلك المخطط لها كان يمكن تمويلها بشروط أفضل من أموال البنك الدولي أو من قبل مقرضين أوروبيين. ويقول لاكيسيفيتش إن الأمر لا يقتصر على أنها أرخص فقط، فهذه الخطوط الائتمانية يمكن أن تساهم في تنشيط شركات البناء المحلية المتعثرة، فالمقرضون الغربيون ينفقون المال تحت ظروف مشددة من المنافسة والشفافية التي تسعى صربيا جاهدة إلى تحقيقها. وأضاف لاكيسيفيتش أن هذا لا يعني أن على صربيا أو على أي شخص آخر تجنب ممارسة الأعمال التجارية مع الصين، ولكن ينبغي دراسة أي وكل مشروع مطروح على الطاولة بعناية. وأبدى دبلوماسيون أوروبيون أيضا عدم الارتياح إزاء اتجاه بكين الدبلوماسي والاقتصادي نحو وسط وشرق أوروبا، واعتبر دبلوماسي بارز في بكين أنه نهج "فرق تسد"، مضيفاً أنه عبر تقديم القروض السريعة لبعض الدول التي تعاني ضائقة مالية في الاتحاد الأوروبي، فإن الصين تقوض البرنامج الأوروبي المشترك للتعاون مع بكين. ولتوضيح وجهة نظره، قال الدبلوماسي إن الصين أرسلت مشروع الإعلان لاعتماده في مؤتمر بلجراد، مستبعدة التغييرات المحتملة التي قد يرغب الاتحاد الأوروبي في إضافتها، وقد يدفع ذلك بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من وسط وشرق أوروبا للاشتباك مع بروكسل بشأن قواعد التكتل التجارية والاستثمارية. من جهة أخرى، من المنتظر أن توقع الصين اتفاقات بعشرة مليارات دولار مع قازاخستان بالتزامن مع زيارة رسمية يقوم بها لي كه تشيانج رئيس الوزراء الصيني، ويتم خلالها الإعلان عن قاعدة مشاريع لوجستية مشتركة في مجالات الطرق السريعة والسكك الحديدية والموانئ وخطوط الطيران وأنابيب النفط والغاز. ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، عن رئيس الوزراء قوله، إن التعاون بين الصين وكازاخستان يتطور بشكل سريع، وإن حجم التجارة بين البلدين يزيد بنحو 20 في المائة سنويا، وأصبحت كازاخستان ثاني أكبر شريك تجاري للصين في كومنولث الدول المستقلة في حين أن الصين هي ثاني أكبر شريك تجاري وأكبر سوق تصدير بالنسبة لكازاخستان.