يدهش كثيرون عندما يعرفون أن ثمة تطورات كبيرة في العلوم الاجتماعية التي ربما يصفها البعض بأنها تكاد تكون ثابتة، مثل علوم القانون والإدارة والاقتصاد والاجتماع، في الوقت الذي يظن كثير أن التطورات الناشئة المذهلة هي في علوم الطب والزراعة والفضاء والأبحاث النووية فقط، وهذا ظلم كبير. فالعلوم الاجتماعية حدثت بها تطورات رائعة، وسأشير فقط إلى علم جديد من علوم الإدارة الحديثة هو "علم إدارة الغضب"، قرأت عنه في أستراليا. والشيء الكارثي، أن لكل علم من العلوم أصلٌ في الإسلام الحنيف، وفي كتاب الله المجيد، إلا أن تخاذل المسلمين في تلقي تلك العلوم ومواكبة العصر جعلنا نقف حجر عثرة في إدراك المفاهيم الجديدة وتنوير العقول. أوليس للغضب وإدارته أبواب كثيرة في آيات الله الكريمة؟ وأحاديث سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم؟ ولنا أن نتخيل لو أن كل من ارتكب حادثا مؤلما أدى إلى كارثة بسبب عدم معرفته بإدارة الغضب، مما نتج عنه عواقب وخيمة، ونجم عنه إزهاق للأرواح لأسباب في مجملها لا توصف إلا بأنها "أسباب واهية" نتجت عن إما جهل أو اضمحلال فكر. فيا ليتنا نجدد دائما من أفكارنا، ونطور حياتنا بالعلم، وليس بالوقوف الجامد أمام أفكار ربما تكون بالية، فما يدريك بالمستقبل، وأين نحن من الآية الكريمة: "ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم".