×
محافظة المنطقة الشرقية

جلسة استثنائية برئاسة المحافظ لبحث نسبة إنجازها

صورة الخبر

عندما ينتصف كانون الأول (ديسمبر)، يتحول سوق الحطب في جنوب الرياض بحي العزيزية إلى مقصد لمئات المواطنين، يوميا، للباحثين عن الدفء وراء أطراف الحطب المحترقة، خصوصا في ظل اعتقاد قديم يتعلق بأن الدخان المنبعث من الحطب يكون طريقة للاستشفاء. يقول عبدالرحمن التميمي (من قاطني شرق الرياض)، إنه يعمد مع عدد من أسرته إلى شراء حمولة في شاحنة «بيك أب»، رغم القيود التي تفرضها الجهات الرقابية في المملكة ممثلة بوزارة الزراعة، إذ تفرض غرامات مالية ضخمة تصل إلى 10 آلاف ريال لمكافحة الاحتطاب الذي تعاني منه أغلب دول العالم. التميمي يؤكد أن أجود أنواع الحطب (السمر) يأتي من المنطقة المحيطة بالمدينة المنورة وبادية طريق الهجرة، بيد أن السلطات تفرض طوقا أمنيا لمراقبة الأراضي الصحراوية ولتحميها أيضا من الاحتطاب، موضحا أن سعر حمولة الشاحنة الصغيرة «بيك أب» يتراوح بين 1500 إلى 2000 ريال. وفي المدن الواقعة في الضفة الشرقية من البحر الأحمر، لا ينتشر استخدام الحطب بين السكان المحليين؛ نظرا للأجواء المعتدلة في الشتاء، بيد أن المفارقة تكمن في انتشار محطات وأسواق تموينية في الجزء الشمالي والجنوبي من المدينة تبيع حزما من الحطب الصناعي، وتتراوح الأسعار بين 25 إلى 35 ريالا. أما في المرتفعات الجنوبية، فأسواق الحطب تشهد إقبالا غير مقبول، رغم نزول عدد من الأهالي إلى سهول تهامة المحاذية لجبال السروات الباردة، للبحث عن الدفء، بحسب ما يؤكده خالد العاصمي (من سكان محايل عسير). ويؤكد العاصمي أن أسرته التي تسكن في جبال عسير المرتفعة، يهرولون في أيام العطل الأسبوعية إلى محافظة رجال ألمع المحاذية لمرتفعات السودة والتي لا تفصل بينهما سوى نصف ساعة بالسيارة. الحطب يعتبر وسيلة للتدفئة إضافة إلى وجود مهووسين به، في أغلب مناطق المملكة التي ستشهد موجة شتاء باردة، بيد أن الرهان الذي تراهن به وزارة الزراعة يكمن في توعية المواطنين من خطورة استخدام الحطب الطبيعي، الذي يساهم في انتشار التصحر بحسب منظمات دولية معتمدة.