أعلن القضاء الأميركي أن هناك 16 متهما جديدا بينهم مسؤولون كبار سابقون وحاليون في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) متورطون بالفساد الذي يضرب المنظمة الكروية الأهم في العالم. وقالت لوريتا لينش المدعي العام الأميركي في مؤتمر صحافي بواشنطن «كل واحد من الأشخاص الـ16 الجدد متهم بالابتزاز المنظم وغيره من الجرائم المرتبطة بانتهاكات ارتكبت في ممارسة مهامه على مدى فترة طويلة». واعتقلت الشرطة السويسرية بناء على طلب الولايات المتحدة، عضوي اللجنة التنفيذية في الفيفا، البارغوياني خوان انخل نابوت رئيس اتحاد أميركا الجنوبية، والهندوراسي الفريدو هاويت بانيغاس رئيس اتحاد الكونكاكاف بالوكالة (أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي)، فجر أمس بزيورخ قبيل مشاركتهما في اجتماع لدراسة اقتراحات لجنة الإصلاحات. وأعلنت لينش أيضا أن 8 متهمين اعترفوا بالذنب في فضائح الفساد، بقولها «إن 8 متهمين إضافيين أقروا بالذنب، لقد اعترفوا بمسؤوليتهم وبجرائمهم الجنائية». وأشارت إلى أن هؤلاء الأشخاص الـ8 يتوزعون بين من تم اتهامه في وقت سابق من العام الحالي وبين من اعتقل الخميس الماضي، مؤكدة أن 5 منهم ليسوا ضمن اللائحة الأولى التي وجهت إليها الاتهامات من قبل السلطات الأميركية قبل 6 أشهر. وأضافت لينش «إن حجم الفساد المزعوم غير معقول»، مؤكدة «يجب أن تكون الرسالة في هذا الإعلان واضحة لكل فرد مذنب ما يزال في الظل أملا في الهروب من التحقيق الجاري، فلن يتمكن من الإفلات». ومن بين المتهمين أيضا رئيس الاتحاد البرازيلي ونائب رئيس الفيفا سابقا ريكاردو تيكسييرا. وتولى تيكسييرا رئاسة الاتحاد البرازيلي لمدة 23 عاما حتى استقالته عام 2012، وقد فتح الفيفا إجراء داخليا بحقه في أكتوبر الماضي مع 6 أشخاص آخرين. ويتهم تيكسييرا بالرشوة وتبييض الأموال بين 2009 و2012. يذكر أن جوزيه ماريا مارين الذي خلف تيكسييرا في رئاسة الاتحاد البرازيلي كان من ضمن المسؤولين الذين اعتقلتهم الشرطة السويسرية في 27 مايو الماضي قبل يومين من انتخابات رئاسة الفيفا. وقد سلمت السلطات السويسرية مارين إلى الولايات المتحدة في الثالث من نوفمبر الماضي. وقامت السلطات السويسرية أواخر مايو وبطلب من القضاء الأميركي باعتقال سبعة مسؤولين في الفيفا عشية الانتخابات الرئاسية أيضا، مطلقة الشرارة لعاصفة هزت أركان الفيفا على مدى الأشهر الأخيرة. وحصلت الانتخابات في موعدها وتحديدا بعد يومين من موجة الاعتقالات الأولى وحسمها السويسري جوزيف بلاتر لمصلحته على حساب الأردني الأمير علي بن الحسين قبل أن يضطر إلى الاستقالة من منصبه بعد 4 أيام فقط تحت وطأة الفضائح المتتالية. وحددت اللجنة التنفيذية الجديدة للفيفا، 26 فبراير المقبل موعدا للجمعية العمومية غير العادية لانتخاب رئيس جديد خلفا لبلاتر. ودخل الاتحاد الدولي في الفوضى الشاملة بعد أن انهار الهيكل على أهم رموزه بإيقاف رئيسه المستقيل بلاتر والفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي والذي كان ينظر له كأبرز المرشحين لخلافته بعد اتهامه بالحصول في عام 2011 على مليوني فرنك سويسري من الفيفا مقابل أعمال استشارية قام بها بين 1999 و2002. كما تشتبه وزارة العدل السويسرية بأن بلاتر وقع عقدا (لمنح حقوق نقل مونديالي 2010 و2014) ليس في مصلحة الفيفا، مع الاتحاد الكاريبي للعبة عندما كان الترينيدادي جاك وارنر رئيسا له. وقررت لجنة الأخلاق أيضا في فيفا إيقاف الكوري الجنوبي مونغ-جوون تشونغ 6 سنوات، والفرنسي جيروم فالك الأمين العام السابق للفيفا لمدة 90 يوما أيضا، ليتواصل بالتالي مسلسل فضائح الفساد الذي يزلزل الفيفا.