جدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو رفض بلاده تقديم الاعتذار لـ روسياعلى إسقاط طائرتها الحربية بعد انتهاكها للأجواء التركية، مطالبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتوقف عن شن "الحملات الإعلامية" وفتح باب للحوار مع أنقرة. وفي كلمةألقاها اليوم الجمعة أمام الأكاديمية الدبلوماسية في العاصمة الأذرية باكو، قال داود أوغلو "لا ينتظر أحد من تركيا تقديم اعتذار، نحن لن نقدم اعتذارا لأحد على حماية حدودنا، ونقدم الحساب فقط أمام شعبنا العزيز الذي منحنا المشروعية، في انتخابات 1 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي". وأضاف أن بلاده استخدمت "حقها المشروع في الدفاع عن النفس" عندما انتهكت طائرة مجهولة الهوية مجالها الجوي، مؤكدا أنه تم تطبيق قواعد الاشتباك المعروفة عالميا، وأنه لا يمكن لأحد أن يلقي باللوم على تركيا إزاء ذلك. وتوجه داود أوغلو للرئيس والمسؤولين الروس بالقول "تعالوا لنتحدث وجها لوجه، وأدعوهم لعدم اللجوء إلى استخدام حملات إعلامية تذكّر بحقبة الحرب الباردة، والترويج لمزاعم من قبيل أن تركيا تدعم داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)، إذا كانت هذه المزاعم صحيحة، فلماذا لم تطرح قبل 15 يوما من الآن؟". وعلى الصعيد الإقليمي، أكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده "تقف دائما إلى جانب أذربيجان" مطالبا جارتها أرمينيا ببدء عملية سلام لإعادة إقليم قره باغ المتنازع عليه منذ عام 1992 إلى "أصحابه في إطار سلمي" كما جدد موقف بلاده الداعم "للشعب السوري". وأكد داود أوغلو من باكو أمس اتفاق بلادهمع أذربيجان على إنجاز مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول (تاناب) قبل عام 2018، وهو التاريخ المحدد للانتهاء منه. وألمح في الوقت نفسه إلى أن الحظر الاقتصادي الذي فرضه بوتين على تركيا مؤخرا "لا يسهم في إيجاد حل للمشاكل السياسية، وأنه يأتي بالضرر على الجانبين". وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد التقى أمس نظيره التركي بالعاصمة الصربية بلغراد، حيث قال بعد اللقاء إن جاويش أوغلو لم يقدم أي جديد بشأن إسقاط الطائرة، بينما صرح الأخير بأنه يتمنى أن تتخلى روسيا عن الاتهامات "التي لا أساس لها من الصحة" مضيفا أن تركيا تنتظر بكل صبر أن تتحسن العلاقات "إلا أن هذا الصبر لن يدوم".