×
محافظة المنطقة الشرقية

الاتحادات الرياضية على موعد اليوم مع لقاء اللجنة الاولمبية

صورة الخبر

هناك حلقة مفقودة في التصريحات والتصريحات المضادة طوال الأسبوع عن غرق جدة المتكرر، مما يمكن تسميته «متلازمة جدة المطرية»، لندع تكرار المآسي والفقدان، ونحاول فهم ما يجرى الآن. البداية كانت تصريح أمانة جدة بتحميل شركة أو وزارة المياه والكهرباء مسؤولية ما حدث، تسارع التصريحات بعدها وتبادل الاتهامات لم يتح لنا معرفة كيف تسببت الكهرباء فيما حدث، هل انقطعت أثناء الأمطار فتعطلت مواطير الأمانة، وبالخصوص في الأنفاق، هل يعني هذا أنه لم تكن هناك خطة طوارئ، ولا حتى مواطير تعمل بالبطاريات، هل هذا يفسر المنظر غير الحضاري لعمال الأمانة وهم يغرفون الماء المتجمع بـ «سطل»؟ سرعان ما نفت الكهرباء التهمة ورمتها على جهة ثالثة لم تقم بواجبها، هنا خرجت الأمانة لتحمل شركة أرامكو بطء تنفيذ مشاريع تصريف السيول بعد نقل كامل الملف لمسؤوليتها، فترد أرامكو بأنها نفذت ما عليها حسب التمويل، وأن الأمانة لم تنفذ ما يتعلق بها من تصريف للمياه داخل جدة، وهنا جاء تصريح الإمارة بعدم قيام أمانة جدة بتنفيذ مشاريع الأمطار، وضمن تقرير الإمارة إشارة سريعة تطالب المالية بسرعة تمويل مشاريع تصريف الأمطار والسيول عن جدة، فهل هي مشكلة تمويلية؟ لنفاجأ أخيرا بتصريح الأمانة أن ليس هناك ثمة دراسات ولا مشاريع ولا يحزنون بل مجرد أفكار ومقترحات، غير أن التصريح تضمن تنفيذ الأمانة لمشاريع تصريف أمطار في الشوارع الرئيسة وبنسبة 30% ولم ينفذ شيء داخل الأحياء السكنية، مما ينفي عدم وجود مشاريع. هل جرب أحدكم حل لعبة الكلمات المتقاطعة، أو حديثا شارك في لعبة سودوكو، هذا ما شعرت به كمتابع، أيعقل أولا أن تقف الإمارة وهي مرجع المنطقة موقف الراصد لما يجري لتقدم تقريرا عنه لولي الأمر، ماذا تركت لنزاهة وديوان المراقبة العامة، أيعقل ثانيا أن ليس لدى الأمانة مشاريع ولا حتى دراسات لتصريف أمطار جدة، ماذا كانت تفعل إذن طوال سنوات، وكيف نفهم كل تصريحات الحماية عبر عقود مضت، قد يفهم بطء التنفيذ لبطء التمويل، لكن القول بعدم وجود دراسات يعتبر هروبا للأمام ومناقضا لكل تصريحاتها السابقة، أيعقل ثالثا أن أرامكو عجزت عن تنفيذ مشاريعها؟ أيعقل، أخيرة إذا أذنتم لي، وبافتراض صحة عدم المعقوليات الثلاث السابقة، أن كل هذه الجهات مجتمعة أو منفردة لم تتخذ قرارا بتبليغ ولي الأمر حقيقة الوضع وخطورته وتهديده لحياة سكان جدة، وهم وممتلكاتهم أمانة في أعناقهم جميعا. أكرر قولي في مقال سابق بأهمية وجود مجلس أعلى لكل مدينة يضم كبار مسؤوليها وممثلين عن أهلها لمختلف الشرائح، تكون له الكلمة الفصل في مشاريع كل مدينة، بدونه سنظل نراوح بين المركزية واللامركزية الإدارية ولا نتبنى سوى مساوئهما، وهما نظريتان إداريتان لكل منهما ظرفها وبيئتها اللذان يحكمان الأخذ بأحدهما أو بمزيج منهما.