×
محافظة المنطقة الشرقية

96.1 مليار درهم قروضاً متعثرة في نهاية الربع الثالث

صورة الخبر

قرأت للأمير تركي الفيصل عبارة معانيها كثيرة، يقول: «أوروبا تشتكي من ضخامة عدد اللاجئين السوريين.. الحل بسيط، خذوا لاجئا سوريًا واحدًا هو (الرئيس) بشار الأسد و(تنتهون) من مشكلة عشرة ملايين لاجئ سوري آخر».. هذا صحيح بالمعنى الحرفي للكلمة، لأن الصراع في سوريا بسبب الأسد، وصحيح أيضًا بالمفهوم العام، وهو أن هناك حلولاً مباشرة بدلاً من الحلول المعقدة، التي دأب السياسيون على السير فيها لاعتبارات لا علاقة لها بالمشكلة الأصلية لتزيد المشكلة تعقيدًا. وفي نفس إطار الحلول المباشرة، سمعت طرح رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون يدعو إلى دعم مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض والتعاون معهم. أكد في كلمته أن عددهم أكثر من سبعين ألف مقاتل وأنه رقم حقيقي، وقال: «سبق للجنة الاستخبارات في البرلمان أن راجعت المعلومات حول العدد، وقامت بتحليل بياناته. وهذا الرقم لا يشمل المقاتلين المتطرفين، المنتمين لـ(جبهة النصرة) ومثيلاتها». وأوضح أن غالبية الجيش الحر، من المنشقين العسكريين، وأنه لا علاقة لهم بالفكر المتطرف. كان حديثه جزءًا من المساجلة الطويلة في مجلس العموم البريطاني وتجاوزت عشر ساعات حول سوريا، حيث سعى كاميرون إلى إقناع النواب بالموافقة على أن تشارك قوات بلاده في القتال هناك. وقد كان نقاشًا ساخنًا رائعًا كعادة السياسيين البريطانيين، على الجانبين. وقد جرب الرئيس السوري الأسد أمس إفشال طرح كاميرون عندما أعطى حديثًا لقناة «بي بي سي» تبثه في نفس يوم السجال في البرلمان، لكنه فشل. كاميرون هزم منطق الأسد وأقنع غالبية مواطنيه في استفتاء أجري أمس، مع أنهم كانوا قبل الحوار ضد أي تدخل عسكري، وبأي شكل، وفي أي مكان من العالم. تبريراته للتدخل ورؤيته في الحل واضحة، المشكلة في سوريا هي في اثنين؛ النظام والتنظيمات الإرهابية. وما دامت مقاتلة «داعش» أصبحت ضرورية لأمن بريطانيا القومي وأوروبا والعالم، فإن الحل بدعم السوريين الوطنيين، مثل الجيش الحر، الذي يمكن أن يكون أساس الحل للنزاع السوري. أما الحل الذي لجأ إليه الروس، ولم تعد تمانعه بعض الحكومات الغربية، وهو التعاون مع نظام الأسد لمقاتلة «داعش»، فإنه حتى لو حقق حل نصف المشكلة في أفضل حالاته، أي القضاء على الجماعات الإرهابية، فسيفشل لاحقًا، لأنه يبقي على أصل الصراع، ومصدر التوتر الرئيسي، أي النظام الذي صار عدوًا لغالبية مواطنيه بعد أن قتل ثلاثمائة ألف شخص، وهجَّر عشرة ملايين، ودمر معظم المدن. فالإرهاب سيعود مهما فعلوا ما دام السبب باقيًا. ما يدعو إليه كاميرون هو دعم القوى الوطنية السورية المستعدة أيضًا لقتال الإرهابيين دفاعًا عن أرضها، ويمكن أن تؤسس لحكم جديد في سوريا يمثل جميع السوريين. صحيح أن سوريا صارت قضية معقدة، إلا أن محاولة حلها على الطريقة الروسية يزيدها تعقيدًا، بمقاتلة «داعش» وترك نظام الأسد يحكم. طرحٌ فعليًا يصب الزيت على النار. ونحن نعتقد أن الروس الذين يتبنون هذا الطرح المماثل لإيران، سيبدلون موقفهم لأنهم صاروا يتعاملون مع الحقائق على الأرض. وقد تحدث عن ذلك بشكل غير مباشر كاميرون أمس عندما قال إن الروس أيضًا أصبحوا يتعاملون مع الجيش الحر ويعترفون بوجوده. alrashed@asharqalawsat.com