يردد معظم السعوديين دوما أن صفة "الطيبة" أكثر ما يميزهم، ولا يوجد ما يثبت ذلك أو ينفيه، لكن ما نراه في الفضاء الرقمي، وتحديدا الشبكات الاجتماعية، يجعلنا نفكر مرات عديدة في صحة ذلك، وخصوصا في القضايا اليومية "المهشتقة"، التي غالبا ما تكون "الدرعمة" المحور الرئيس للتعاطي معها، وتؤذي أشخاصا أحيانا، في مجتمع تعد فيه السمعة أهم من كل الأنظمة والقوانين في بعض الأحايين، وآثارها تتجاوز الشخص لعائلته وقبيلته ومجتمعه الصغير. معظمنا، سمع عن قضية النجم محمد نور، ومسألة العينة الإيجابية، وما صاحبها من ضجة، وكمية التغريدات المنشورة حولها، ورغم وجود نسبة قليلة كتبت بطريقة مهذبة وواعية، وتعاملت باحترافية، إلا أن هناك كثير من المغردين الذين سقطوا، وبعضهم يقدمون أنفسهم على أنهم إعلاميون.. ولي حول القضية بعض النقاط: الأولى: أن المنشطات غير المخدرات، وهذا هو اللبس الأساسي لدى كثيرين، الذين يعدون اللاعب استخدم مخدرا ممنوعا دوليا، والحقيقة أنه استخدم منشطا، حتى رواية "اللجنة السعودية لمكافحة المنشطات"، والمعروف رسميا "مواد محظورة رياضيا"، لكنها مسموحة في الحياة غير الرياضية، ويكون موجودا في بعض الأدوية، التي قد يكون اللاعب تعاطها. لكن "اللجنة" لم تقم بدورها حيال هذا الأمر التثقيفي، وتركت "الحابل على النابل"، وهو أمر يتكرر مع كل قضية، وحتى لا تتكرر المأساة، فلديهم فرصة استثنائية في هذه القضية، للعمل على حملة توعوية وتثقيفية، موجهة لعدد من الشرائح، أقلها التعريف بماهية "المنشطات"! الثانية: وجوب التعامل مع القضية على أنها مخالفة، لا تختلف كثيرا عن مسك الكرة باليد أو غيرها، لأن المنشط في عالم كرة القدم محظور لأنه - فقط - يمنح أفضلية للاعب، وليس لكونه يعد خرقا في السلوك الذاتي، كما حاول البعض الترويج له، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. فالتحقيق أو الإيقاف، لا يختلف عن الكروت إلا في المدة، ولكنه يظل جزاء على مخالفة، وليس أكثر من ذلك، في حال ثبوت ذلك بشكل نهائي. الثالثة: كيف تسربت الأخبار قبل الإعلان الرسمي؟ هل اللجنة مخترقة؟ أم أن العمل لا يتم وفق إجراءات دقيقة سرية.. خصوصا أن هذا الأمر يتعلق بالشخوص وسمعتهم. وهل كان بيانا "اللجنة" إجباريا بعدما تسرب الخبر؟ والأهم من هذا؛ ألا يجب أن تساءل "اللجنة" حول تسرب الخبر؟ طالما يعملون بشكل قانوني، ويشهرون باللاعب بالقانون، فهم ليسوا بأكبر من القانون.. الذي يجب أن يلاحقهم! أخيرا.. رغم كل ما ذكر حول "ماردونا" عن استخدامه للمنشطات، ومنذ عقود، لم تسقط نجوميته أو إنجازاته، وظل ولا يزال اللاعب العالمي المختلف، الذي تلاحقه الكاميرات والأسئلة، وهذا كأنموذج لكل من يحاول أن يشيطن نور، ويصفه بأنه انتهى.. فالذي بلغ 25 بطولة، وحقق لقب بطولة الدوري 8 مرات، 7 منها مع الاتحاد، ومرة واحدة مع النصر؛ وأصبح اللاعب الوحيد الذي ينفرد بهذا الرقم القياسي متفوقا، لا يمكن أن يلغى تاريخه بتغريدة عابثة، لأن الأشياء الطارئة تسقط سريعا، أما الحقيقة فمكانها كتب التاريخ.. وفضاء الإنترنت! والسلام..