استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير اليوم الأربعاء (2 ديسمبر/ كانون الأول 2015) عددا من المواطنين وذلك في إطار حرص جلالته على التواصل والالتقاء مع أهل البحرين بما يعود بالخير والمنفعة على الوطن والمواطنين. وفي بداية اللقاء تشرف الجميع بالسلام على جلالة الملك، ثم ألقى الشاعر محمد هادي الحلواجي قصيدة أمام جلالة الملك. بقربك حين آذنها اللقاءُ جميلٍ حفّه منك البهاءُ يعطّر حرفها لكمْ الدعاءُ ودادك إذ يحلّ هنا الغناءُ كما يزهو على العيّ الذكاءُ كضوء الشمس عمّ به الضياءُ وشعرا لا يحيق بهِ الفناءُ ومنه يشعّ في الظلم السناءُ ويغشى حرفَه مِنكَ الحياءُ غداة الشعر ينطقني الصفاءُ وبعض الحسن يظهره الخفاءُ تدللهنّ أو عرض الجفاءُ يذوب إذا أحاط به النقاءُ يسير بخطوتَيْها الكبرياءُ إذا نظرت تحرّكتْ الدماءُ إذا ما قرّبتْ مني الظباءُ متى بالوصل ينقطع الرجاءُ!! يضيق بِهِ من الشوق الفضاءُ أحباءً بلبّ القلب باؤوا وإن بعدوا فليس لهمْ نواءُ وهم سيّان إن ذهبوا وجاؤوا ومن يهوى فليس له عزاءُ بذكرك سوف يرفده البقاءُ وليس لها من الحبّ انتهاءُ ويا نورا بهِ بزغتْ ذُكاءُ يجود كما تجود لنا السماءُ جميلا لمْ يكدرْهُ العناءُ على البلوى يحُفُّ به الوفاءُ أناملها يفيض بها العطاءُ جميع بنيهِ فهو لهم وِقاءُ تجلله المهابةُ والإباءُ وأعلمُ لن يُوفّيَكَ الثناءُ قصارى الجهدِ فانهمر الرواءُ تحصنها المودةُ والإخاءُ وعين الماء يقصدها الظماءُ فأنت كما نشاء وما تشاءُ وكان لدائِها منك الدواءُ به اعتدل اعوجاجٌ وانحناءُ يقطّبُ حاجبَيْها الإنزواءُ فأنتَ الرمز رفّ به لواءُ قلوبٌ يحتويها الإنتماءُ تطاولَ من عزائمها البناءُ وبالإيمان يزدهرُ النماءُ إذا ما العزم حرّكهُ المَضاءُ ودام لنا بعزّكم الرّخاءُ قوافي الشعر جللّها الهناءُ وحلّقت الحروف بكلّ وادٍ أتيتك حاملا كلمات شعرٍ وجئتك مُنشدا لغة تغنّي تميس على الحروف بكلّ زهوٍ غداة أتتك كنتُ أريد قولا مقالا لا تغيّره الليالي به العلياء واضحة المعاني يبوح ولا يبوح سوى بحبٍّ وتعلم يا أبا سلمان إني وينطقني الجمال إذا تبدّى ويغريني الصدود وإن تمادى وقد أصبو لهنّ لأن قلبي من الغيد الحسان تميس فخرا وترنو بالجمال وربّ عينٍ وقد تتجمد الكلمات عندي وقد أشكو البعادَ وليت شعري أضمّد بالحروف شغاف قلبٍ وكم ناغيت في غسق الليالي وإن غابوا فإنّ لهم حضورٌ فهم في القلب مسكنهمْ أقاموا أناجي طيفهم في كلّ حينٍ ولكنّي أعود لأنّ شعري وباسمك أجمل الكلمات تبقى أبا سلمان يا ألق الليالي ويا أبيات قافيةٍ وشعرٍ ويا حُلما بهِ البحرين ترقى ويا خلُقا رفيعا قد تسامى ويا كفّا تجود وربَّ كفٍّ ويا قلبا يضمّ بكلّ حبٍّ كريمٌ باذلٌ سمحٌ سخيّ ملكتَ قلوبنا قلبا فقلبا ولكنّي بذلتُ بكلّ بيتٍ فيا طِيبا تضوّع في ربوعٍ ويا صفوا ترقرق من معينٍ رعاك الله منْ قلبٍ كبيرٍ حكيمٌ ليس تُعْوزهُ أناةٌ عرفتك في الشدائد ظلّ عطفٍ بِهِ ابتسمتْ وجوهٌ بلْ قلوبٌ فيا قلبا أراه فضاءَ حبٍّ وأنت أبو الجميع إليك تهفو وما قصُرَتْ عن العلياء كفٌّ بعزمك كلّ معضلة ستخبو وتخضرّ المرابع بعد جدْبٍ ودمتَ لنا أبا سلمان ذخراً بعد ذلك القى جلالة الملك كلمة رحب فيها بالجميع ، وأكد أن هذا اللقاء جاء للاجتماع معكم وإنها فرصة أن نشكركم على المواقف الطيبة وعلى ما تقومون به من عمل طيب لخدمة البحرين وأهل البحرين وكذلك إخوانكم في المنطقة ولا يخفى على الجميع دور البحرين كذلك على المستوى الإقليمي والدولي من خلال المساهمات والمشاركات التي توجه ولله الحمد إلى الخير وفي اتجاه التوفيق لما يحبه رب العالمين والإنسانية. وقال جلالته أن أهل البحرين ولله الحمد لهم السمعة الطيبة ولهم الباع في هذا المجال من مئات السنين ولهم منا الشكر على قيامهم بواجبهم ومشاركتهم سواء كانت تجارية و ثقافية ودفاعية، كل هذه القيم توفرت ولله الحمد. وأكد جلالة الملك أن هذه الأعمال والمبادرات أنها محل الثناء والشكر وأنكم تستحقون أكثر من ذلك وقال جلالته أن عيدنا الوطني على الأبواب وننتهز هذه الفرصة أن نهنئكم مقدماً بالعيد الوطني ويوم الشهيد الذي تم إضافته ليكون في يوم السابع عشر من ديسمبر وهو احتفال يكرم فيه شهداء الوطن وشهداء الواجب من بداية تأسيس البحرين والحقيق هذا أقل شيء نذكره لهم وعنهم وان ما ورثنا منهم من أخلاق وقيم وعلم فهم هيأونا لهذا اليوم وإن شاء الله نتعلم الدرس وان نهيئ أبناءنا للأيام القادمة والأيام التي ربما تكون صعبة وندعو الله يقدرنا معكم لكل ما فيه خير بلدنا ونتمنى لكم التوفيق وكل عام وانتم بخير مقدماً، وقال جلالته أن شاعرنا محمد الحلواجي دائماً يفاجئنا وبدون أمر أو توجيه هو من نفسه يرسل القصيد ونحن نختار المناسبة لإلقاء القصائد لنسمعها ويسمعها الآخرين الحقيقة ودائماً قصائده تكون من أجمل القصائد وهذا ليس بغريب على أهل البحرين فهم أهل ثقافة وأدب وشعر ومعروفين من قديم الزمان إضافةً أن أدباء البحرين مشهود لهم وعلماء البحرين مشهود لهم ونحن في الحقيقة محظوظين أن ننتمي إلى هذا البلد الطيب والحمد لله كلنا جزء لا يتجزأ عن بعضنا البعض . وقال عضو مجلس الشورى الشيخ عادل المعاودة في كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره لجلالة الملك على هذا اللقاء التواصلي مع أهل البلد و التي هي فرصة للتشاور و إبداء الآراء و المقترحات لكل ما فيه خير ومصلحة البلاد، مبينا الشيخ المعاودة إن هذا اللقاء يقوي من الوحدة المجتمعية والتي هي سبب أساسي في تماسكه و بالتالي في قوته و أمنه و ازدهاره. وقال الشيخ عادل المعاودة أنتم مقبلون على مؤتمر القمة الخليجي القادم واعتقد بفضل من الله عز و جل أن سر قوتنا هو في وحدتنا و الوحدة لا يمكن أن تجتمع إلا برأس محبوب و مطاع وهذا ما يتمثل فيكم يا صاحب الجلالة و إننا نفتخر بسياستكم في التواصل مع الجيران خاصة المملكة العربية السعودية التي هي العمود الفقري للمنطقة مثنيا على دور المملكة العربية السعودية سابقا و لاحقا ومشيدا بمواقف خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في جمع الكلمة و نصرة الأمة مؤكدا امتداد سياسة المملكة العربية السعودية و حرصها على الجميع مشيدا كذلك بمواقف مملكة البحرين المشرفة في التحالف العربي ضاربة بذلك أروع الأمثال للوقوف مع الأشقاء في السراء و الضراء وقال إننا نسطر بكل الفخر و الاعتزاز مساهمة أبطالنا سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة إنهما والله رفعا رؤوسنا و مثلونا جميعا وكانا في الصفوف الأمامية قبل غيرهم و هذا أعظم البذل وهي مفخرة لنا جميعا أهل البحرين الذين لم يترددوا في نصرة إخوانهم في اليمن ليعم السلام في يمن آمن و مزدهر إن شاء الله. وقد أعرب جلالة الملك عن شكره للشيخ عادل المعاودة ووصف كلمته بأنه قد أحسن الاحتفال، موضحاً أن الذي يتمناه الجميع سوف يتحقق بإذن الله فأهل الخليج أسرة واحدة والحقيقة أن اتحادنا وقوتنا واضحة بتعاوننا وتكاتفنا مع جميع إخواننا في المنطقة وكلٌ يشد أزر الآخر معربا جلالته عن تمنياته للقمة القادمة كل التوفيق. كما ألقى صادق البحارنة كلمة عبر فيها عن شكره و تقديره للأعمال الطيبة والمساعدات الكريمة التي يقدمها جلالة الملك للمساجد والمآتم أسوة بجده المغفور له الشيخ سلمان بن حمد ووالده تغمده الله برحمته وقال لو جُبت يا جلالة الملك المنامة لرأيت في أي مكان مسجداً و مأتماً وهي مواقف جليلة من والدكم نسأل الله أن يطيل في عمركم يا جلالة الملك. وقد شكر جلالة الملك البحارنة، واصفاً إياه بأنه بمنزلة الوالد وقد اجتمع جلالته بالبحارنة منذ أيام الشيخ سلمان طيب الله ثراه في المجالس التي كان يرتادها جميع أهل البحرين وأنه صادق على اسمه.