في مسعى لمقاومة الواردات الصينية التي أغرقت أسواق الضفة الغربية تركز مصانع أحذية فسطينية على تلبية الطلب المحلي واقتحام الأسواق الخارجية. وذكر عبد الحي سياج صاحب شركة توستي للأحذية أن أحذية مصنعه لها زبائن بالفعل في الأردن ومصر والضفة المحتلة. وبحسب رويترز، فإن نحو ثلثي ورش النسيج في الخليل أغلقت أبوابها، وفقد زهاء ستة آلاف عامل في مصانع الأحذية أعمالهم، منذ تفجر الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 وتشديد إسرائيل قيودها القائمة بالفعل على التجارة والسفر في الأراضي الفلسطينية. ويرى صاحب شركة توستي للأحذية، أنه لا يزال متقدما خطوة على منافسيه بتصدير منتجاته إلى دول عربية وأوروبية، ومنها بريطانيا في العام الجديد، في الوقت الذي أضرت فيه منافسة المنتجات الصينية الأرخص سعرا بالصناعات الفلسطينية في الأراضي المحتلة، حيث يشيع شعار صنع في الصين في المحال باعتبار أن المنتجات الصينية أرخص من المحلية الصنع. وتعد الخليل أكبر مدينة فلسطينية معروفة بمنتجاتها الجلدية وصناعة الخزف يدويا، لكن البضائع الصينية رخيصة السعر كانت بمثابة القشة الأخيرة لرجال الأعمال الذين يقاومون القيود الإسرائيلية على السفر. وشهد العامان الأخيران انتعاشة للمصانع الفلسطينية في إشارة على التعافي الاقتصادي البطيء في الأراضي الفلسطينية، وأفاد عبد الحليم التميمي نائب رئيس غرفة صناعة وزراعة الخليل أن الوضع يتحسن تدريجيا والناس بدأوا يعودون إلى الأحذية الجلدية محلية الصنع، مضيفاً أن الإحصائيات السابقة قبل عشر سنوات كانت تشير لإغلاق كثير من المصانع والاتجاه للاستيراد من الصين، وما نراه الآن أن الصناعة الوطنية بدأت تزداد شيئا فشيئا والصيني بدأ يخف في السوق لأن المستهلك بدأ يشعر بجودة البضاعة المحلية وكفاءتها. وبدأت الصين فتح اقتصادها قبل زهاء 30 عاما باستخدام عمالة رخيصة لإنتاج وتصدير كميات كبيرة من السلع الرخيصة التي أضرت بالصناعات المحلية في عديد من الدول النامية.