بعد موافقة مجلس الشورى أول من أمس على مقترح إضافة فقرتين للمادتين الرابعة والخامسة من النظام الصحي، المقدم من عضو المجلس الدكتورة منى بنت عبدالله آل مشيط استنادا للمادة (23) من نظام المجلس وتعنى بإدراج برامج صحة المرأة ضمن خدمات الرعاية الصحية، وكذلك وضع السياسات الوطنية لصحة المرأة والخطط اللازمة لتنفيذها وتطويرها ضمن مسؤوليات وزارة الصحة، أكدت الدكتورة منى أن ذلك يعد تقدما مهما في مجال صحة المرأة، مشيرة إلى أن هناك الكثير من المبررات التي تدعم هذا التوجه من هذه البرامج قريبا. صحة النساء قالت الدكتورة آل مشيط، التي تعمل استشارية في مجال النساء والولادة، إن الأنظمة الصحية العربية والعالمية تعطي الصحة العامة وصحة المرأة بشكل خاص الكثير من الاهتمام، حيث إن النظام الصحي في الأردن اشتمل على رعاية صحة المرأة والطفل بما في ذلك العناية بالحامل أثناء فترة الحمل وأثناء الولادة والنفاس ومراقبة نمو الطفل وتقديم التطعيمات اللازمة. وفي مصر تم إنشاء نظام للتأمين الصحي على المرأة المعيلة لنفسها أو أسرتها وتتكفل الدولة بدفع فارق التكلفة، كما أن النظام الصحي الجديد في الولايات المتحدة سيوفر فرصة استثنائية لتحسين صحة النساء ليس خلال الحمل فحسب وإنما قبل الحمل وبعده وخلال الحياة. وأضافت: "إن النظام الصحي في المملكة لم ينص على قواعد تنظيم صحة أي فئة من فئات المجتمع سواء المرأة أو الطفل أو المسنين ولذلك تقدمت بهذا المقترح". أهداف مهمة بالنسبة للأهداف تقول الدكتورة منى إن هناك عدة أهداف منها تقديم الرعاية الصحية الشمولية في مختلف جوانب صحة النساء التي لا تقتصر على سنوات الإنجاب، وكذلك التوسع في الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية للأمراض غير السارية والمتزايدة بين النساء وخاصة خلال سنوات ما بعد الإنجاب، وأيضا المساهمة في التقليل من التكاليف العلاجية العالية للأمراض المسببة لوفيات النساء كسرطانات الرحم والثدي وأمراض القلب عن طريق برامج صحة المرأة الوقائية والعلاجية المبكرة، بالإضافة إلى تحسين أنماط الحياة الصحية للنساء، وخاصة المسنات، مما ينعكس إيجابا على حياتهن الاجتماعية والعائلية، ودعم الأم صحيا واجتماعيا للقيام بواجباتها تجاه بناء إنسان يستثمره المستقبل لتحقيق نجاحات في مجال السلام والاستقرار والتطوير والتنمية. أمراض قاتلة تتعرض النساء لأمراض قاتلة أبرزها السرطان، إضافة إلى أن الخدمات الصحية الخاصة بالمرأة تقتصر على مفهوم الصحة الإنجابية (رعاية الأمومة والطفولة)، وتأثر النساء بالأمراض غير السارية مثل السكري والقلب وغيرها، وعدم وجود برامج وقائية وعلاجية مخصصة للنساء في مرحلة سن النضوج وما يرافقها من تغيرات فسيولوجية وصحية ونفسية وانعكاسها على الصحة العامة وعلى إسهاماتها داخل العائلة وفي المجتمع. كما تشير الدراسات إلى تزايد الوفيات الناتجة عن سرطانات الثدي في الفئة العمرية (20-59) سنة في البلدان مرتفعة الدخل، وكذلك يمثل سرطان عنق الرحم ثاني أكثر السرطانات التي تصيب النساء، ثم سرطان المبايض، وفي الوقت نفسه تمثل الأمراض المزمنة مثل أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم وازدياد نسبة الدهون في الدم والسمنة وفقد الإبصار والاعتلالات النفسية أسبابا رئيسة لاعتلال النساء بعد سن 35 عاما بسبب تأخر التشخيص لعدم وجود برامج مسحية وقائية في مناطق المملكة المختلفة.