أكد عدد من أهالي أسر الشهداء في المملكة على تفاعل الدولة مع مصابهم مؤكدين أنهم شعروا أن الفقد كان للدولة قبل ان يكون لهم. وقال والد الشهيد مشعل علي مغرم العسيري: إن استشهاد ابنه البالغ من العمر 20 عاماً في مسجد قوات الطوارئ بعسير هو شرف لكل سعودي وان الدولة قامت مشكورة بمواساة اسر الشهداء وتقديم الدعم الكامل لهم وشعرنا بأن أبناءنا هم ابناء الدولة التي بكتهم وحزنت على فقدهم وتفاعلت مع همومنا كأسر لهم بالدعم المادي والمعنوي وبالتواصل معنا بالمناسبات وتلبية الحاجات. العسيري «شهيد مسجد قوات الطوارىء».. يد الغدر باغتته أثناء تدربه لخدمة ضيوف الرحمن وأضاف: أن الشهيد كان ترتيبه الثاني بين أخوته الخمسة وقد دخل قوات الطوارئ عن حب وقناعة، وكانت له أمنيات كبيرة قبل استشهادة بأيام كان الفرح يتجول في حياته لأنه سيتشرف بخدمة ضيوف الله بالحج، حيث كان بالمرحلة الأخيرة من التدريبات، وأيضاً كان باراً بنا كوالديه وعطوفاً وحنوناً على أخوته محباً لهم وكان معروفاً بالاستقامة وحبه للعمل وحماسة ورغبته في الوصول إلى العلم والتفاني في خدمة الوطن ولم تمهله الظروف واستشهد في ميدان الشرف الذي يحلم به كل انسان وحسبنا ان ابننا قد استشهد وان لدينا دولة تقف معنا وتحمينا وتحقق لنا الامن والأمان. وبين أن أي شيء تقوم به الدولة هو في مصلحة المواطن، ومحاكمة الإرهابيين على مافعلوه في أبنائنا دليل على حرص المملكة على استتباب الأمن والأمان والتصدي لكل من تسول له نفسه العبث في أمننا وأماننا، وأنها لن ترضى على أبنائها الذين استشهدوا إلا بأن تأخذ الحق لهم ممن اعتدى عليهم بغير وجه حق، ونحن مع الدولة قلباً وقالباً. وختم بقوله: أن وطننا يواجه هجمات شرسة من الأعداء والشهداء كل يوم ولذلك نحتاج من الجميع التكاتف والتلاحم والوقوف يداً واحدة مع الدولة لنكون سداً منيعاً في وجه من يهدد أمننا وأماننا. أمنيات لم تتحقق وتحدث لنا م. محمد بن حسن آل مشاري الشهري أخ الشهيد عبدالرحمن الشهري الذي استشهد قبل عشر سنوات بالأحداث الإرهابية بالرياض وقال: فجر الجمعة السابع والعشرين من شهر جمادى الأولى لعام 1427ه لم يكن كأي يوم، إذ كان رنين الهاتف يوحي بصباح غير عادي حيث تلقيت خبر إصابة أخي عبدالرحمن في مداهمة وقعت بأحد أحياء مدينة الرياض ثم تلاطمت الأنباء ما بين قائل إنه مصاب ومتوفى، وتوجهت إلى المستشفى وذهني مشتت وأطرافي ترجف، وكنت أعرف موقع المستشفى جيداً ولكنني وجدت نفسي تائهاً أدور وسط الحي ولم أصل إلا بعد عناء حيث وجدته مسجى على السرير قد أسلم الروح لباريها، نظرت إلى وجهه وكنت أعرفه أسمر البشرة قد لفحته شمس الصحراء بحكم التدريبات العسكرية فإذا بي أرى بياضاً لم أعهده ووجهاً قد شع نوراً، نعم.. كان هذا أخي عبدالرحمن الذي أرجو أن يكون الله تعالى قد تقبله من الشهداء فهذه كانت أمنيته التي طالما كان يرددها على مسامع أهله كلما عاتبوه على اختيار هذا المجال خوفاً عليه، فيجيبهم: اسأل الله ان يبلغني الشهادة. وكنت قد دخلت غرفته قبل مدة فوجدته يحتفظ بنوتة قد كتب فيها آماله وأمنياته فكانت ثلاثة أمور: أولهما: حفظ القرآن الكريم، ثم المحافظة على صلاة الفجر، ثم مواصلة تعليمه الجامعي. وكان في إجازة قبل أسبوعين من وفاته يرحمه الله زار فيها أهله، وكان يمازح والدته ويسألها هل أتعبتك في صغري؟ ويسامر إخوانه وأخواته ويتجول فيما حول منزلنا من الأودية والمزارع ويأخذ عهداً بكل الأماكن التي كان يحبها، وكأنه كان يعلم أنها زيارة مودع، موضحاً ان عبدالرحمن كان الرابع عشر في ترتيبه بين أخوته الخمسة عشر، ولم يتزوج. ويضيف ان الحديث عن دور الدولة يعتبر من الأمور الهامة فهي تقف بجوار أسر الشهداء بقوة الحق والعدل وتساعدهم في كافة امور الحياة وهذا ما لا يمكن إنكاره، مؤكداً على أن المملكة بفضل الله دولة تطبق الشريعة الإسلامية ودستورها القرآن، والأحكام الصادرة سترضي كل مسلم وكل أسرة شهيد، فنحن في بلد إسلامي يطبق الشرع وينصف المظلوم، والإرهاب يضر بالوطن بأسره وليس أسر الشهداء فقط، فهذه معركة بين الحق والباطل، وأن تأخر القضاء فيها فهذا لما يترتب على هذه الأمور من الأحكام الشريعة والتحقيقات والتي تأخذ وقت كما هو معروف.