×
محافظة المنطقة الشرقية

بالصور..مدرسة تجبر تلاميذ مسلمين على الصلاة تحت الأمطار والثلوج

صورة الخبر

ها هو وطننا العزيز؛ دولة الإمارات العربية المتحدة، يحتفل بيومه الوطني الرابع والأربعين، عيد الاتحاد ويوم ائتلاف القلوب وذكرى اليوم الذي اختارت فيه إماراتنا السبع أن تعيد صياغة التاريخ باختيارها لتنسج ملحمة وحدوية عروبية قل نظيرها تقول للعالم أجمع: ها نحن، وطن واحد، وشعب واحد، وإرادة واحدة وهدف واحد وقلب واحد، لا يفرقنا مطمع ولا يدخل بيننا طامع. ويوم وقع آباؤنا المؤسسون، رحمهم الله، وثيقة قيام الاتحاد وقعت معهم قلوب أبناء شعبهم الواحد، ومن خلفهم قلوب الملايين من أبناء الأمة العربية التي رحبت بالدولة الجديدة رمزا لتوق الأمة للاتحاد والاستقلال، فكانت دولة الإمارات العربية المتحدة بتجربتها الوحدوية العربية الأنجح، المثال الحي لأحلام العرب من المحيط إلى الخليج. واليوم بعد 44 يوما وطنيا، ها هي دولة الاتحاد الشامخة تصافح النجوم، تزهو ببنيها ويزهون بها، تفاخر الدنيا بما حققه أبناؤها من إنجازات جبارة لم تنجح دول كثيرة في تحقيقها لا في نفس المدة ولا في أضعافها، وها هم بنوها اليوم يردون لها الجميل ليس فقط بالعطاء والبذل المادي وإنما حتى بالروح والدم دفاعا عنها وعن مصالحها الاستراتيجية العليا. وربما يكون اليوم الوطني لهذا العام مميزا لأكثر من سبب، خاصة بعد أن قرنته إرادة الله أولا بتصادف استشهاد المرحوم سالم سهيل قبل يومين من قيام الاتحاد، ثم إرادة الأمة الإماراتية ممثلة بشخص صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله الذي أمر، باسمنا جميعا، بتخصيص يوم الثلاثين من نوفمبر يوما للشهيد. إن ارتباط يوم الشهيد باليوم الوطني يمثل أسمى مرحلة في إحياء المناسبتين كلتيهما فلا أعز من وطن يبذل أبناؤه أرواحهم دفاعا عنه، ولا أكرم من شهيد يسطر بدمائه صفحة عز ماجدة لوطنه. ولعل هذا ما قصده أصحاب السمو، قادة البلاد، حين تقدمونا جميعا يوم الاثنين وهم يوشحون مجتمعين كمجلس أعلى للاتحاد، معا، أسر الشهداء وعوائلهم بوسام الشهيد، وهل يستحقون أقل من هذا التكريم وهم الذين توجونا، شعبا ووطنا وجيشا، بوسام العز والسؤدد والمجد في شهادتهم الطاهرة النقية، كما قال سيدي صاحب السمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة نصره الله. وتزداد خصوصية يومنا الوطني هذا العام مع المبادرة الثمينة التي أعلنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ومتعه بموفور الصحة والعافية. ألا وهي إطلاق سموه برنامجا وطنيا وفاء للشهداء من عشر نقاط تشتمل على الأولوية القصوى لسعادة الإنسان الإماراتي وتعظيم الموارد المالية الاتحادية المخصصة لتحسين نوعية الحياة والحفاظ على نهج متوازن للاقتصاد الوطني وبناء اقتصاد وطني بعيدا عن الاعتماد على موارد النفط والتركيز على تطوير ممارسات تعمق الهوية الوطنية. إضافة إلى الاهتمام بالمعلم والارتقاء بمفهوم المسؤولية المجتمعية وتكثيف الجهود لبناء إعلام وطني والاستثمار في شباب الوطن وتطوير التشريعات والسياسات والأولويات الوطنية لترسيخ استدامة الأمن في الدولة. إن تعمد صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله ربط البرنامج الوطني التنموي بالوفاء للشهداء هو تذكير لنا جميعا بالهدف الذي من أجله استشهد أبناؤنا، ألا وهو رفعة وعزة ومنعة الإمارات؛ دولة وشعبا، وهذا يعني أن علينا منذ اليوم أن نضع في حسباننا قيمة وطنية جديدة لتصبح جزءا من هويتنا الوطنية الإماراتية: وهي الوفاء للشهداء. نعم، حين ننجز، وحين نبتكر، وحين نتقدم، وكذلك حين نعيش برفاهية ونستمتع بخيرات الله التي من علينا بها، علينا أن نتذكر أن هنالك من قدّم روحه الغالية غالية (ولا أقول رخيصة كما يقول بعض المتشدقين) دفاعا عن هذا الحمى، ولكي ننعم بهذه الدولة، فلا أقل من أن نكون أوفياء لهم ومخلصين للهدف الذي استشهدوا من أجله وهو حماية الدين ثم الدولة والشعب. لقد كانت وقفة أصحاب السمو قادتنا يوم الاثنين في تكريم أسر وعائلات الشهداء رسالة موجهة لكل واحد فينا ونحن نحتفل باليوم الوطني الرابع والأربعين لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، يقولون لنا فيها بصوتهم المتوحد، وهم أعلى سلطة دستورية في الدولة، إن هذا البيت المتوحد هو الأغلى على النفس، ومثلما حارب أجدادنا وأجدادهم كل غاز ومستعمر ودخيل دفاعا عن حياضنا. ها نحن اليوم ندافع عن وجودنا في وجه غزاة لا يكتفون من الدم، ولا من الغدر، ولكن الله سبحانه قيّض لنا أسودا من أبنائنا، أسود القوات المسلحة الإماراتية يردونهم على أعقابهم خاسرين بإذن الله وعونه ونصره وتوفيقه. وفي وقفتهم الواحدة، فإن قادتنا يقولون لكل واحد فينا إن هذا الوطن أمانة في أعناقنا لا يجوز التفريط فيها، لكي يحتفل أحفادنا باليوم الوطني بنفس الروح والاعتزاز والفخر الذي نحتفل به اليوم. وحين نرفع أيدينا، كإماراتيين فخورين، لنؤدي التحية لعلم الاتحاد وقادته، فلا نملك من الكلمات ما يفي هذه الدولة حقها، لذلك ربما تسعفنا خفقات القلوب وعبرات الأعين، وربما تختصر علينا الأمر شاعرة الوطن غياهيب وهي تقول باسمنا جميعا: (يكبر وطنا ويكبر شعبه ويسما بخليفة العز ومحمد له حزامي) دام عزك يا وطننا ورحم الله شهداء الإمارات واليمن والتحالف العربي.