×
محافظة المنطقة الشرقية

تعيين الدكتور خالد البابطين رئيساً للجنة الانضباط بالاتحاد السعودي

صورة الخبر

قامت بالترجمة الفورية لأكثر من 15 مؤتمراً حتى اليوم، وحاصلة على لقب الطالبة المثالية، وتخرّجت بوسام سقراط الحكيم والكاتب الصغير junior writer فمن قال إن الأحلام مستحيلة؟! فقد تمكنت الشابة فضيلة الحايكي من أن تكون أول بحرينية في الترجمة الفورية. حول بدايتها، فأشارت الحايكي بالقول: أنا خريجة مدرسة سار الثانوية للبنات، والانطلاقة كانت من جامعة البحرين بتخصص في اللغة الإنجليزية وآدابها حيث كنت أرغب في تعلم اللغة الفرنسية ولكن للأسف لم يكن هذا الفرع متوافراً آنذاك، فكان الأمر حكراً على الدراسات الأميركية أو نظم المعلومات أو الترجمة أو دراسة اللغة الإنجليزية عامة، ولكن كبقية الزملاء والزميلات كانت الحيرة تغلب على اختياري، وأذكر وقتها في العام 2007 عندما كنت في الثانوية العامة وكان يتوّجب عليّ اختيار رغبتي في تخصص الجامعة، اقترح عليّ أخي الكبير اختيار تخصص الترجمة والذي لم يكن منفصلاً لوحده كتخصص بل كان يندرج كفرع تحت أحد تخصصات اللغة الإنجليزية واللغة العربية، ونصحني باختيار الترجمة لاحتياج سوق العمل لهكذا مهنة، فنظرته الشمولية والبعيدة أوصلتني إلى الفترة من الزمن التي رأيت بأنه كان مصيباً ولهذا أنا مدينة لرأيه السديد. وأضافت بنهاية الفصول الدراسية، وبعد دراسة مجموعة من مواد الترجمة كالترجمة القانونية، العلمية، الأدبية، التجارية، الطبية وغيرها، كان يتوجب دراسة مادة الترجمة الفورية والتي اختلفت عن الباقي في كون النوع الأول يهتم بترجمة النصوص من لغة المصدر source language SL إلى لغة الهدف target language TL ترجمة تحريرية، في حين أن النوع الثاني يشتمل على مجموعة من العناصر والمؤهلات حيث يجب على الطالب أن يتواجد في مختبر للترجمة والجلوس في كبائن مصغرة تحاكي كبينة أو حجيرة الترجمة الفعلية، والاستماع إلى تسجيل صوتي أو إلى المدرّس وتسجيل الترجمة الفورية إلى لغة الهدف المطلوبة . وينقسم هذا النوع من الترجمة الفورية إلى عدة أقسام وأنواع منها: الترجمة التتابعيةConsecutive Interpreting والتي يقوم فيها المترجم بالاستماع إلى المتحدث وتدوين الملاحظات ومن ثم البدء في الترجمة بعد انتهاء المتحدث من الحديث وهكذا على شكل جمل منفصلة قصيرة أو طويلة. أما بالنسبة للترجمة التزامنية Simultaneous Interpreting فتستوجب وجود المترجم في كبينة أو حجيرة عازلة للصوت والاستماع للمتحدث ومن ثم القيام بالترجمة في عين الوقت حيث يستمع الحضور للترجمة عن طريق أجهزة خاصة بنقل الترجمة من لغة المصدر إلى لغة الهدف بكل وضوح. يعتبر هذان النوعان أحد أشهر أنواع الترجمة الفورية. مؤكدة أن هنالك أنواعا أيضاً من الترجمة كالترجمة الهمسية والترجمة الهاتفية وترجمة المرافق والمحاكم وترجمة الحلقات الدراسية والمشاريع وغيرها. وفي ذلك واصلت الحايكي بالقول: كانت مادة الترجمة الفورية الانطلاقة بالنسبة لي، وربما بداية الشغف للترجمة الفورية. وأضافت أود أن أشير إلى أن معلمي لهذه المادة هو الدكتور نوري العجيلي، والذي أدين له بالكثير لأنه رأى فيّ العديد من المؤهلات المطلوبة في المترجم الفوري باعتبارها المهنة الأكثر صعوبة في العالم. الترجمة الفورية هي فن وعلم لا يتقنه الكثيرون ولا يتحلى به العديد. يتوجب على المترجم الفوري أن يتحلى بصفات عدة كما تقول الحايكي في ذلك كأن يمتلك الصوت القوي والواضح الواثق الذي ينقل للمتلقي الثقة والصدقية في الترجمة المستلمة والقدرة على نقل الرسالة المطلوبة. كان الدكتور نوري مصدر تشجيعٍ دائم لي ولا زلت أتذكر عندما قال لي: يوماً ما ستصبحين مترجمة عظيمة يا فضيلة، إذا أردتِ. ومنذ ذاك صار كل ما أود القيام به وتحقيقه بعد التخرج هو أن أصبح مترجمة فورية معروفة ليس محلياً فحسب بل دولياً كذلك. وتخرّجت الحايكي بحُلمٍ في الترجمة، رغم صعوبة سوق العمل، حيث كانت واضعة بالحسبان أن تستشعر بعضاً من البطالة كحال الأغلبية، ولكن بفضل الله وعظيم مننه، تخرجت وتوظفت كمترجمة للسفير الهندي أولاً ومن ثم واصلت العمل في مجال الترجمة. ورغم الصعاب والتحديات حيث لم تكن المجالات مفتوحة لمهنة الترجمة عدا في القطاع الخاص، بعضه، ارتأى الكثير من خريجي الترجمة الانخراط في سلك التدريس نظراً لقلة فرص العمل في القطاع العام أو الخاص بأوقات دوام مريحة وراتب جيد. إلا أن الحايكي تقول في ذلك الأمر لم أر نفسي خارج دائرة الترجمة ولذلك لم أكن قادرة على إدراج نفسي في أي مهنة أخرى... حبي وشغفي بالترجمة قادني نحو البحث المستمر للفرص الجديدة الجيدة. وكانت أول تجربة للشابة الحايكي في جمعية البحرين النسائية في يناير/ كانزن الأول 2013 في ورشة عمل تدريبية حول إعداد تقرير السيداو. وحول تلك التجربة أشارت الحايكي بالقول: كانت تجربة مملوءة بالكثير من مشاعر التوتر والرهبة والفرح. لم يكن الأمر سهلاً بل لم أكن متأكدة من قدرتي على الترجمة الفورية لصعوبتها وللمؤهلات الكبيرة التي تتطلبها هذه المهنة. وبعدها انضممت إلى العديد من ورش العمل والمؤتمرات والندوات، وازدادت ثقتي بنفسي وبقدرتي على الترجمة واتضحت لي الرؤية ولاسيما أن ترجمتي كانت تنال على إعجاب الكثيرين وهذا الأمر الذي رسم لي طريق المهنة بكل وضوح فبتشجيع المستمعين لي استطعت النجاح والتقدم بكل أريحية. ولا تخفي الحايكي توجسها من البدء في مشروعها الخاص، إذ أوضحت بالقول: بدأ مشوار عملي الخاص لم يكن بالأمر الهيّن، العديد من الأمور كانت على المحك.. لم أحكم على نفسي ولا على قدرتي بالنجاح أو الفشل ولكنني أردت المحاولة واتخاذ الخطوة الأولى في سبيل ممارسة عمل أحبه وأتقنه. الفرص تمرُّ مرّ السحاب وهذه كانت فرصتي. أنا اليوم أقف أمام بوابات كبيرة تقودني نحو حلمي الذي أسعى نحو تحقيقه... أقف أمام أسماء كبيرة في سوق العمل. ولا تخلو مهنة الترجمة الفورية مثل غيرها من المهن التي تحصل فيها بعض الأمور الطريفة، وفي ذلك أشارت الحايكي بالقول: إنه بعد الانتهاء من الترجمة غالباً ما يتم سؤالي عن التسجيلات أو الأوراق أو ملخص الترجمة الذي كنت (أقرأه) على السادة الجمهور، فقلّة هم الذين يعرفون ما هي الترجمة الفورية وكيفية القيام بها ومدى صعوبتها. وكيف أن العقل البشري لا يمكنه استيعاب الطريقة التي تتم بها الترجمة، حيث تتم في أجزاء من الثانية وبالانتقال من لغة إلى أخرى، حيث أن المترجم الفوري يمر بثلاث مراحل أساسية: الإصغاء الجيد، ومن ثم التحليل، وبعدها عمل الذاكرة. لذا، يعتقد الغالبية بأن المترجم وظيفته الجلوس بداخل حجرة الترجمة وقراءة مادة العرض المعدة مسبقاً، في حين أننا نواجه العديد من الصعوبات حيث نقوم بعملية الترجمة من دون تحضير مسبق في معظم الأوقات. فالترجمة الفورية تتطلب جهداً فكرياً وعصبياً كبيراً ولابد من أن يكون المترجم في حالة استنفار قصوى ويكون تركيزه محصوراً على الخطاب ولذلك يتطلب من المترجم الفوري أن يتمتع بقسط من الراحة لكي يستعيد نشاطه ولا يصاب بالتعب والإعياء. ولا يقف الطموح والحلم لدى الحايكي عند مستوى معين، وفي ذلك أكدت بالقول مُواصلة الحُلم.. مترجمة دولية.. سأكمل المشوار الذي بدأته، فحلمي لا يقف عند هذه النقطة فحسب، لازلت أسعى نحو إكمال دراسة الماجستير في الترجمة الفورية في إحدى الجامعات الأوروبية.. الترجمة نبعٌ كبيرٌ لا ينضب كأيّ نبع علمٍ آخر. طموحي لا نهاية له، فلا زلت أطمح أن أسجل اسمي كمترجمة فورية في بلدي البحرين أولاً ومن ثم أمثّل المملكة في مختلف المحافل الدولية. وأضافت نصيحتي أهديها لكل خريجي الترجمة بالتحديد ولكل من يرى في نفسه القدرة على الدخول إلى هذا المجال، في أن يدربوا أنفسهم ويجتهدوا في الوصول حتى تزهر مملكتنا بالخيرة من أبنائها لتلبية احتياجات سوق العمل البحريني خاصة. وفي نهاية حديثها قالت الحايكيمن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، وعليه، أود أن أعبر عن جزيل شكري وعظيم امتناني ومحبتي إلى أعظم إنسانة على وجه الأرض، مدرستي ومصدر قوتي والنور الذي يضيء دروبي أمي، التي لم تخل خطواتي من دعائها النقي والتي أنا مدينة لها بكل نجاح حققته، وسأحققه. ومن ثم إلى نصفي الثاني وشريكي وسندي في كل عمل زوجي.. وإلى معلمي نوري العجيلي، وإلى إخوتي وكل أهلي وصديقاتي، ولكل من أعطاني فرصة إبراز نفسي وبعث فيّ طاقة إيجابية ساهمت في وصولي وكوني ما أنا عليه اليوم. وبخالص الحب والتقدير، أشكر صحيفة الوسط، صوت البحرينين، على تقديري وتقدير قيمة العمل الذي أقوم به.