كم هي مسكينة أمّة الإسلام.. هي ضعيفة حد الهشاشة، واهنة لا تملك من أمرها شيئًا، لأنها وثقت فيمن لا يُريد لها إلاّ الضعف والهشاشة والوهن، وهذه صحيفة الحياة (12 يوليو) تشير إلى مناشدة الدول الإسلامية الأمين العام للأمم المتحدة الكوري الجنوبي السيد (بان كي مون) بذل جهد أكبر لوقف (الظلم) الواقع على مسلمي الروهنجيا في بورما. هذا الاستجداء لم ولن يجدي مع عصبة الأمم؛ التي ثبت بلا ريب أن لغة القوة هي وحدها التي تحكمها، ثم لغة المصالح، وليس في ذلك جديد، فقد عَلمته الحكومات قبل الشعوب، لكن الشعوب مغلوب على أمرها، وهي في أحسن الأحوال تحسن الظن بحُكّامها، وكثير من حكامها يغطون في نوم عميق. ولو شاءت عصبة الأمم فعل شيء يحفظ شيئًا من مصداقيتها لفعلت من قبل في العراق، وفي الشام الجريح الذي أوشك أن ينهي عامه الثالث ومسلسل الإبادة اليومية لا ينتهي، ولا يبدو أنه سينتهي قريبًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله. التساؤل الذي لا يجد جوابًا هو: إلى متى ستستمر هذه المعاناة التي تثبت أن الدم المسلم هو الأرخص على الإطلاق؟ وهل يمكن عمل شيء في ظل الظروف الحالية الدولية؟. في ظني أن البداية تنطلق من ديار المسلمين أنفسهم! لا بد أن يرتفع سقف دم المسلم في بلاده أولا قبل أن يصبح باهظًا في غير دياره! وذلك يعني بالطبع حفظ حقوقه الأساسية وترسيخ حرياته واحترام خياراته وإشعاره أنه جزء مهم من الأرض التي عليها يعيش، والتراب الذي فيه يُدفن، والراية التي في سبيلها يُقاتل ويُقتل. وأما المنظمات الدولية الإسلامية وعلى رأسها منظمة التعاون الإسلامي، فلا بد أن تُمنح قدرًا أكبر من حجمها الحالي حتى يتسنّى لها رفع صوتها ضد ما يُحاك للمسلمين في بقاع كثيرة. هي اليوم منظمة مُكبّلة بحبال السياسة، والسياسة تسير في اتجاهات مختلفة، لكل منها أولوية لا تربطها بغيرها رابط، مع أن الكل يعلم أن خير رابط هو حبل الله المتين: (واعتصموا بحبل الله جميعًا). لو فعل المسلمون ذلك لكان خيرًا لهم، ولكانت حياتهم أقوم، وعزّهم أعظم.