ألقى اعتقال عصابة مكونة من ضباط في الشرطة العراقية الضوء على الوضع الخطير الذي تعانيه الأجهزة الامنية. وتمت عملية اعتقال العصابة المكونة من 11 عنصراً، بينهم ضباط ذوو رتب رفيعة في البصرة. وقال المحافظ ماجد النصراوي أنه رصد، في وقت مبكر، حجم الخروقات في أجهزة الأمن، وقرر شن حملة لتطهيرها. وأوضح ان «العصابة التي تم اعتقالها عاثت فساداً في البصرة، مستقوية بقوى سياسية، لكن مجلس المحافظة أجمع على وضع حد للخروقات». وأكد نية المجلس «التعاقد مع شركات امنية استشارية لوضع حد للخلل وبناء استراتيجية قادرة على مواجهة الارهاب والجريمة المنظمة». وأوضح رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة جبار الساعدي في تصريح الى «الحياة» أن «العصابة التي ألقي القبض عليها ارتكبت أعمال سرقة ونهب، ودهمت المنازل وابتزت العائلات بأوامر قضائية مزورة». وأضاف أن «أفراد العصابة أكثر من ١١ شخصاً، غالبيتهم من منتسبي وزارة الداخلية، بينهم ضباط ذوو رتب رفيعة، مهمتهم ادارة عمليات السرقة وتسهيلها، اضافة الى مشاركتهم الميدانية. وقد تم ضبط عدد من العربات الحكومية والمدنية التي كانوا يستخدموها في تنفيذ عملياتهم، وكم هائل من المال المسروق يتجاوز المليون دولار». وزاد أن آخر «العمليات التي نفذتها العصابة كانت سلب مليوني دولار هي رواتب موظفي شركة نفط أجنبية تعمل في حقل الرميلة الشمالي». إلى ذلك، أكدت مصادر امنية في بغداد لـ «الحياة» ان اوامر أصدرها رئيس الحكومة نوري المالكي تقضي باعتقال قادة ميليشيات مسلحة تنشط في عدد من احياء العاصمة يحمل عناصرها بطاقات تعريف تابعة لأجهزة الأمن وقد نفذوا أعمال قتل وتهجير على الهوية. وكان تنظيم «القاعدة» عرض قبل اسابيع فيلماً مصوراً لعناصره وهم يقتحمون إحدى البلدات في الأنبار مستخدمين عربات عسكرية ويرتدون زي القوات الخاصة. وشهدت البصرة وعدد من المدن عمليات اغتيال طاولت وجهاء ورجال دين سنة، نفذتها مجموعات تستقل سيارات الشرطة وتحمل بطاقاتها. من جهة أخرى، قتل 15 عراقياً أمس في هجمات متفرقة، كان أعنفها تفجير مزدوج استهدف سوقاً شعبية في ضواحي بغداد، على ما افادت مصادر امنية واخرى طبية. وأوضح عقيد في الشرطة ان «عبوتين ناسفتين انفجرتا في وقت متزامن داخل سوق شعبية في منطقة النهروان ما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص واصابة 13 آخرين». وفي الحسينية، أعلنت الشرطة مقتل شخصين واصابة ستة آخرين بانفجار عبوة داخل مطعم شعبي. وفي حي الحرية، قتل تاجر داخل محله بأسلحة كاتمة للصوت. ومساء، قتل اربعة اشخاص على الاقل واصيب 13 بانفجار سيارة مفخخة استهدفت زواراً شيعة جنوب غربي بغداد. وفي بيجي الواقعة في محافظة صلاح الدين (220 كلم شمال بغداد) اغتال مسلحون مجهولون الشيخ جاسم المعيني، وهو احد قادة قوات «الصحوة» التي تقاتل تنظيم «القاعدة» امام منزله. وفي الطارمية (30 كلم شمال بغداد) قتل شرطي وأصيب ثلاثة بانفجار عبوة ناسفة.