تزامنت القمة الخليجية في الكويت مع صدور حكم قضائي ببراءة المعارضين الذين اقتحموا مجلس الامة الكويتي في 16/11/2011، وحكم آخر ببراءة مسلم البراك وخالد شخيبر من تهمة تجمع وتظاهرة غير مرخصة في منطقة الأندلس قرب نهاية العام الماضي. زعماء المعارضة، مثل رئيس مجلس الأمة السابق احمد السعدون، رحبوا بالحكم وكانت تعليقاتهم متزنة مثل قول السيد ناصر الصانع، الأمين العام لحركة حدس، ان اهم ما جاء في الحكم هو ان ما حدث عمل سياسي وليس جناية. في المقابل، مسلم البراك هدد بالنزول الى الشارع لتقديم «مثلث الاصلاح»، وألقى التهم جزافاً مكرراً كلاماً قديماً عن «قبيضة» و «عطايا»، بل عن «وضع اقتصادي خطير» (الصحيح لغةً خطر)، ثم دعا الحكومة الى التصالح مع الشعب. وإذا كان البراك لا يجيد التعامل مع الأمير صباح الاحمد ورئيس الوزراء جابر المبارك، ورئيس الوزراء السابق ناصر المحمد فهو يدين نفسه ولا يدين الحكومة. الحكومة لم تخالف الشعب حتى تصالحه، ولا مشكلة لها مع الشعب، والمحكمة التي امتدحها البراك لأنها برّأت المتهمين يجب ان تحاكم كل من يوزع التهم جزافاً، فإذا أثبت صحتها يصبح بطلاً، وإذا عجز يدفع نفقات المحامين ويسجن. الصحف الكويتية تنفي ما يزعم البراك وهي تسجل تصريحاته، فهي راقية مزدهرة والعدد الواحد في 60 صفحة او اكثر ملأى اعلانات مع ملاحق، ما يعكس زخم الحياة في البلد. الوضع الاقتصادي في الكويت ليس خطراً، بل هو بين افضل الأوضاع الاقتصادية العربية دائماً. اقول هذا ثم اسجل تقصيراً أراه في بعض مرافق البلد، فأنا اتمنى ان ارى مطاراً حديثاً يعكس المستويات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية في الكويت، وأن أرى شبكة طرق افضل حتى لا يقضي الكويتي ربع عمره في زحام السير، وأن يزيد بناء المساكن الشعبية لتلبية حاجات المواطنين. أتجاوز اليوم اتهامي معارضين (بعضهم لا كلهم) بأنهم اولاد شوارع من دون ان أسحبه، وأقول ان بعض المعارضين لا افق سياسياً له، او اجتماعياً او ثقافياًَ، ولا برنامج من اي نوع سوى حب الظهور، او الوجاهة الفارغة، والضحك على السذج من المواطنين وهم في كل بلد. وأزيد ان الاستجوابات تعرقل الأداء الحكومي لأن الوزير لا يريد ان يصبح هدفاً للسهام الطائشة، وربما فضل ان يتجنب إقرار مشروع مرتفع النفقات حتى لا يُتّهم. شراء طائرات للخطوط الجوية الكويتية أُلغي ثلاث مرات حتى الآن. كما يرى القارئ انتقدت بعض المعارضة، وسجلت مآخذ على الأداء الحكومي، وللقارئ الحق المطلق ان يقبل رأيي او يرفضه، غير انني اكمل بمعلومات سجلتها من قبل، وهي الاساس، فالكويت في افضل وضع عربي إطلاقاً والدولة التالية تحتل المركز الثاني عشر لا الثاني. صدام حسين ذهب والحدود غير مهددة مع دخل نفطي عالٍ ودستور ومساحة ديموقراطية واسعة. كل كلمة في المعلومات السابقة صحيحة وأرفض ان أجادل فيها، فلا يبقى غير النكد للنكد. اكتب وفي القلب غصة، فصدام حسين كاد ان يخرج الكويت من ثوبها العربي، لذلك لا يجوز لأنه يُعطي صدام حسين نصراً من وراء القبر. وأزيد، لبنانياً، انني اتمنى ان ارى الكويتيين مرة اخرى وهم يتمشون بعد الظهر في بحمدون المحطة بالدشاديش البيضاء، وأعرف ان الحق ليس عليهم في الغياب، بل على لبنان الذي ضيّع البوصلة. ختاماً، لا اعرف كل نائب كويتي او كل وزير، وإنما اعرف بعض هؤلاء وأولئك، وأختتم بتحية عضوي مجلس الامة معصومة المبارك وصفاء الهاشم، فهما من خيرة المشترعين العرب، كما أحيي الأخت الفاضلة رولا دشتي، وزير الدولة لمجلس الامة ولشؤون التخطيط، والدكتورة ذكرى الرشيدي، وزير الشؤون الاجتماعية والعمل. هؤلاء السيدات الاربع اللواتي اتابع نشاطهن مفخرة للكويت والخليج والعرب في كل بلد. khazen@alhayat.com