يتوقع أن يشهد موسم حج هذا العام مفاجآت بين وزارة الحج وشركات حجاج الداخل، لعدم رضا الأخيرة عن أسلوب الوزارة في تحويل المبالغ المالية المحصلة عبر بوابتها الإلكترونية من حجاج الداخل، مع وجود توقعات بحدوث عمليات احتيال من ضعفاء النفوس لوجود ثغرات في التسجيل الإلكتروني عبر موقع الوزارة. وفيما عبر عدد من أصحاب الشركات عن معاناتهم من شروط الوزارة والتي تضعها دون أن تناقش مع الجهات الأخرى إمكانية تطبيقها على أرض الواقع، تباينت آراؤهم حول تحويل الوزارة مبالغ الحجاج للشركات، ففي الوقت الذي أكد أحدهم تحويل 2% فقط من هذه المبالغ أكد آخر أن النسبة وصلت إلى 60% وأن الوزارة مستمرة في التحويل للشركات عند إصدار تصاريح الحج. وكشف عبدالقادر الجبرتي نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة، أن الوزارة حولت نهاية الأسبوع الماضي 2% من مبالغ حجاج الداخل لشركتين من ست شركات أكملت طباعة التصاريح، وقال «بدأت الآن بعض الحوالات تصل إلى بعض الشركات، أما أنا شخصيا فلم أتسلم أي مبلغ». الوزارة صرفت المبالغ وعلى العكس، أشار خالد الشريف صاحب شركة حج، إلى أن الوزارة بدأت في صرف مبالغ للشركات، وفي كل يوم ترتفع نسبة الصرف عن السابق، لافتا إلى أن الصرف بالنسبة له شخصيا جيد. وفي نفس السياق، أكد بدر القرشي صاحب شركة حج وعمرة، أن الوزارة بدأت في صرف المبالغ المالية الأحد الماضي بنسبة تصل إلى 60% بالنسبة للشركات التي طبعت التصاريح، واستدرك «نواجه مشكلة أخرى تتعلق بالفريون، حيث وضعته الوزارة كشرط وتعاقدت مع الحاج عليه، والآن شركة الكهرباء رافضة زيادة أعداد الفريون في المشاعر». في المقابل رأى محمد البكري صاحب شركة حج أن تأخير صرف المبالغ المستحقة للشركات من قبل الوزارة يرجع لخلل في نظام المسار الإلكتروني لحجاج الداخل وآلية تحويل المبالغ المالية. وأكد أن جميع المقترحات التي قدمتها الشركات للوزارة لتطوير المسار الإلكتروني ضرب بها عرض الحائط دون الاستفادة من خبرات العاملين في هذا المجال لسنوات طويلة. وقال لـ«عكاظ» عبدالله عبدالقادر السليماني المدير العام لإحدى الشركات العاملة في خدمة الحج «سبق أن قدمنا اقتراحات للوزارة لتطوير عمل تسجيل حجاج الداخل لضمان حق الطرفين، وجاءت فكرة تطبيق المسار الإلكتروني لحجاج الداخل لهذا العام وللمرة الأولى عبر فكر أكاديمي بحت، بعيد عن آراء الشركات». وحول توجه عدد من الشركات للتوقف قال «نعم هناك عدد من الشركات تعتزم التوقف، ولكن اتفقنا بألا نتوقف من أجل خدمة الحجاج حتى لو تطلب الأمر دفع مبالغ مالية من حساباتنا الشخصية»، مضيفا «وفي المقابل هناك شركات انسحبت من حج هذا العام للحد من خسائرها». تأجيل تطبيق الإلكتروني وأكد أن 204 شركات على مستوى المملكة رفعت قضية ضد الوزارة عبر ديوان المظالم، رفضت تطبيق قرار المسار الإلكتروني لحجاج الداخل بالطريقة التي تمت، وطالب أصحابها بتأجيل التطبيق حتى تتم دراسته بشكل كامل. ولم يستبعد حدوث عمليات افتراش في موسم هذا العام بسبب وجود أخطاء في نظام المسار الإلكتروني لحجاج الداخل، في ظل وجود أشخاص يسجلون إلكترونيا وبعد إصدار الترخيص يلغون طلب الحج وعندها تعود لهم المبالغ في حساباتهم، ولاتزال التراخيص لديهم فعند ذهابهم للمشاعر تحدث عمليات الافتراش. وفي رده على سؤال حول انسحاب شركات، اكتفى المتحدث الرسمي لوزارة الحج حاتم قاضي برسالة نصية (لا يوجد انسحاب من جانب الشركات المصرح لها بخدمة حجاج الداخل في هذا الموسم).