حكى لي أحدهم، وهو أحد خريجي جامعة (هارفارد) في بوسطن، وقد مكث في أميركا ما يقارب عشر سنوات متواصلة، وقال لي وهو فخور بذكاء ابنه: أنت تعرف أن الأميركيين في عيد الشكر عندهم يطبخون الديك الرومي كتقليد تعارفوا عليه، وقد أعجبني ذكاء ابني البالغ ثماني سنوات من عمره، وذلك عندما سألته معلمة الفصل عن الشيء الذي يشكر الله عليه أكثر من غيره في ذلك العيد، فأجابها قائلا بما معناه: إنني أشكر الله لأنه لم يخلقني ديكا روميا. فقلت لذلك الأب الفخور إن ابنك ليس أكثر ذكاء مني، لأنني في كل عيد أضحى أرفع أكفي للسماء شاكرا ربي لأنه لم يخلقني خروفا. * * * اتضح لي أن لعب (القمار) أقدم كثيرا مما نتصور، وذلك عندما عثر علماء الآثار في إحدى المقابر الفرعونية، التي يعود تاريخها إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، على سبع كرات من سن الفيل، وسبع كرات أخرى مستطيلة قليلا، ثم لكل لاعب بعد ذلك ثلاثون حبة صغيرة تستخدم (كفيشات) للعبة. ما إن سمعت خبر ذلك الاكتشاف حتى ترحمت لاشعوريا على (لاس فيغاس) وأيامها، من أجل أن أتمتع بحضور حفلاتها الاستعراضية فقط لا غير. * * * جلست مع رئيس تحرير إحدى الصحف، وسألني: هل تعرف الوزير (الفلاني)؟!، قلت له: لا، لكنني أسمع عنه، ولكن لماذا أنت تسألني هذا السؤال الغبي؟! قال: كنت عنده في مكتبه قبل أسبوع وأخذ يحدثني بحديث مسهب وصريح، وقبل أن أخرج حذرني قائلا: (إن كلامي هذا معك هو ليس للنشر)، فطمأنته من هذه الناحية، قائلا له بمزح (حط في بطنك بطيخة صيفي). وبالأمس اتصل بي تلفونيا وهو يقول لي عاتبا: لماذا لم أقرأ ولا كلمة واحدة عن الحديث الذي تحدثت به معك قبل أسبوع؟! * * * قال لي أحدهم إن من ضمن العاملين في شركتنا سكرتيرة حسناء، وفي كل صباح عند دخولنا لمقر الشركة كان لا بد أن نمر على باب أمني (إلكتروني)، والعجيب أننا كلنا نمر بسلام، غير أن تلك السكرتيرة ما إن تعبر من خلاله حتى يلجلج جرس الإنذار، ويخضعوها للتفتيش الدقيق من دون أن يجدوا معها أي شيء محظور، واعتقدت أنا واهما أن الجرس يدق من شدة إعجابه بجمالها. وبعد الكثير من المساءلة والتحري اتضح أنه كان يدق بسبب حساسيته للمادة المطاطية الرغوية التي حقنتها في صدرها وفي مناطق أخرى، لزوم المزيد من الجمال. فهل هذه تعتبر (فضيحة بجلاجل)؟! نقلاً لـ الشرق الأوسط ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.