عادت الحياة صباح أمس لطريق الخبيب «طريق الملك عبدالعزيز» بعد شلل دام أكثر من 4 أيام، وهو الشريان الرئيس ببريدة، حيث تغطت السيارات وغمرت المحلات وتعثرت الحلول إلى أن تم سحب المياه مساء أمس الأول، ومن ثم إزالة آثار السيول. ففي حدث غير معهود للجيل الحالي غمرت منازل وشوارع في مدينة بريدة إثر الأمطار الغزيرة التي سقطت على المنطقة وتوقفت الحياة تماما في شارع الخبيب ـ طريق الملك عبدالعزيز ـ، البعض اعتبره كارثة طبيعية وحسب والبعض وزع التهم على جهات حكومية ساهمت في ذلك، ولكن كبار السن وأهل المعرفة بمدينة بريدة يرون أن ماحدث شيء متوقع حدوثه انطلاقا من (السيل يعرف مجارية) فلايمكن صد سيل عارم أو تحويل مساره. وبحسب الباحث في علم الآثار والجغرافيا الأستاذ تركي القهيدان فإنه يسيل في مدينة بريدة واديان أحدهما وادِي الْفَاجْرة: ويسيل من الشمال باتجاه الجنوب مارًا بحي الصفراء ثم دوار الكلية الزراعية ثم شارع الأربعين، وعندما يصب في جفر الحمد (مكان بلدية بريدة في الوقت الحالي) يتفرع إلى فرعين أحدهما غربي ـ محاذيًا لنفود الشماس إلى الغرب من شارع الصناعة على بعد 80م. أو نحوها. ويمر بحي الشماس ثم يصب في العجيبة، أما الفرع الثاني فهو شرقي ومجراه في شارع الخُبَيْب (طريق الملك عبدالعزيز) ويصب في السَّادَّة، وقد سُمِّيَت بهذا الاسم؛ لأنها تسدّ مجرى وَادِي الْفَاجْرة بعد أن يعبر شارع الخُبَيْب. والآخر وادِي الْوِدَيْ وهذا يسيل أيضًا من الشمال (يميل نحو الغرب) باتجاه الجنوب (يميل نحو الشرق).. ويبدأ من «الْبُطَيْن».. ثم ينحدر باتجاه مدينة بريدة مارًا بعمائر الراجحي وإمارة منطقة القَصِيْم، ومستشفى الملك فهد التخصصي، ثم التغيرة ثم «النَّقَعْ» وأخيرًا يَصُب في خب العكْرش. وجزء من آثار تلك الأودية عندما حدث غرق لإجزء مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة وتم إخلاء المرضى قبل نحو عشرين عامًا، والآن تغرق أحياء وتتغطى شوارع في وقت لم يكن الاستعداد بقدر المعرفة بتضاريس المكان ووضع حلول أكثر أمانًا لمجاري الأودية. المزيد من الصور :