أكدت المعارضة الإيرانية في المنفى أمس أن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني أصيب خلال اشتباكات وقعت أخيرًا في سوريا بجروح خطرة وليس بجروح طفيفة كما كانت مصادر سورية أفادت سابقا. وقال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية» في بيان : إنه حصل على معلومات «من داخل الحرس الثوري» تفيد بأن الجنرال سليماني «أصيب بجروح خطرة في رأسه من جراء شظايا قذيفة قبل أسبوعين جنوبي حلب». وأضاف: «إن الجيش السوري الحرّ استهدف سيارة قاسم سليماني الذي كان في المكان للاشراف على عمليات الحرس الثوري والقوات شبه العسكرية الموضوعة في تصرفه، مما اسفر عن إصابته». وبحسب البيان فإن سليماني نقل على الأثر بطوافة إلى دمشق ومنها إلى طهران حيث أدخل «مستشفى بقية الله التابع للحرس الثوري الايراني». واوضح المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ان سليماني خضع حتى اليوم»امس» لما لا يقل عن عمليتين جراحيتين كبيرتين وحالته حرجة جدا والزيارات ممنوعة عنه». وبحسب مصدر أمني سوري ميداني فإن سليماني «اصيب بجروح قبل ايام عدة في هجوم مضاد في جنوب غرب حلب» شنته الفصائل المقاتلة. بدوره أكد المرصد السوري لحقوق الانسان «اصابة سليماني بجروح طفيفة» خلال معارك في جبهة بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي. في سياق متصل يشعر المرشد الإيراني علي خامنئي والقوى المحافظة الموالية له بالقلق اثر تزايد شعبية الرئيس حسن روحاني وجبهة الاصلاحات التي تتطلع الى الفوز الساحق في انتخابات البرلمان يوم 26فبراير المقبل؛ واظهرت استطلاعات الرأي في الداخل الايراني وخارجه تزايد شعبية الرئيس المعتدل حسن روحاني وفريقه الاصلاحي في الرئاسة؛ وبموازاة ذلك سمحت حكومة روحاني للرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام بلقاء المسؤولين الكبار الذين يزورون إيران على عكس ما قام به الرئيس الأسبق أحمدي نجاد حيث أصدر قرارا بمنع لقاءات الضيوف الاجانب مع رفسنجاني طيلة الثماني سنوات من حكمه؛ وفي مقابل شعبية القوى الإصلاحية والرئيس روحاني قامت مجاميع متشددة بالهجوم على تجمعات اصلاحية تعد العدة للانتخابات المقبلة في طهران ومدن أخرى وتتذرع تلك القوى بتصريحات لخامنئي الذي عبر عن قلقه من محاولات امريكية وغربية لاختراق المجتمع الايراني وتغيير سلوكه واخلاقياته؛ وأكد خامنئي في لقاء مع قادة الحرس والبسيج أن ما يخشاه على إيران (النفوذ المؤسساتي) وليس نفوذ(فردي) اي ان تقوم شبكات امريكية متخصصة بالتعاون مع عملاء إيرانيين في الداخل لنقل الثقافة الأمريكية والأوروبية لإيران؛ مصطلح (النفوذ) يعني (الاختراق) هوالمبرر الكافي لمحاصرة القوى الاصلاحية في إيران التي تتباهي بالفكر الإصلاحي مقابل الفكر المتشدد والمحافظ؛ والحقيقة ان توقيت اطلاق هذا المصطلح يأتي في وقت تستعد فيه ايران لخوض انتخابات برلمانية ومجلس الخبراء وهي انتخابات مصيرية؛ وتشهد شوارع طهران تجمعات فجائية للشرطة تنفذ اعتقالات «لذوات الحجاب السيئ» فيما فسر المراقبون ذلك الحضور بأنه استعراض عضلات ضد قوى الاصلاح التي تحاول النزول وبقوة لاكتساح المحافظين من البرلمان ومجلس الخبراء الذي ينتخب قائد الثورة. كما حذر محمد رضا عارف مسؤول جبهة الإصلاحات من (العنف المحافظ) وقال: إن تلك الممارسات هي داعشية وتدعوللتحجر وإن المجتمع يرفض الممارسات اللاقانونية، وأضاف: إن الانتخابات هي السباق الحقيقي، وتخشى قوى إصلاحية من عمليات إقصاء للمرشحين الإصلاحيين من قبل مجلس صيانة الدستور الذي يشرف عليه المحافظون. ويقول شكوري راد رئيس اتحاد القوى الإصلاحية إن كلمة النفوذ ستكون المبرر لابعاد مرشحينا لكننا نرفض ذلك، ويتوقع مراقبون تكرار الاحتجاجات التي حصلت عام2009، وفي المقابل فإن النظام حشد الامكانيات وقامت الشرطة والبسيج بمناورات واسعة لكبح أي احتجاج مقبل.