×
محافظة تبوك

إمام الحرم المكي: هيبة المعلم ضاعت

صورة الخبر

"أكثر من 60% من الفرنسيين يرون أهمية وأولوية الأمن على حرية التعبير في هذه المرحلة، عقب هجمات 13 نوفمبر في العاصمة باريس، وفق ما كشف عنه إحصاء أجري عقب الحادثة". هذا ما تحدثت به الباحثة السعودية المقيمة في باريس إيمان الحمود، في المحاضرة التي نظمها "مركز المسبار للدراسات والبحوث" في دبي، والتي تناولت "دور وسائل الإعلام في إدارة الأزمات"، متخذة من الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية مثالاً على ذلك. وأشارت الحمود إلى أن فرنسا عاشت أحداثاً استثنائية في 13 نوفمبر، بعد هجمات إرهابية ضربت مواقع متعددة من العاصمة، وأجبرت الدولة على اتخاذ إجراءات غير عادية لاحتواء الوضع هناك، "وهذا الوضع فرض أيضاً دوراً مختلفاً قام به الإعلام الفرنسي، على اعتباره "أداة رئيسية في إدارة هذه الأزمة". وترى الحمود أن الأزمة ليست وليدة الساعة، بل مرت بمراحل ثلاث، وهي: الميلاد، النمو، والنضج. معتبرة أنه "في الحالة الفرنسية وصلت الأزمة مرحلة النضج، "عندما وجد الخطاب المتطرف طريقه إلى هؤلاء الشباب، والذين ينتمي معظمهم إلى أصول مهاجرة". مبينة أنه "مع ظهور التنظيمات المتطرفة، ولاسيما تنظيم داعش، استقطب هذا الخطاب المئات من الشباب في فرنسا، فيما الأسباب لا تزال مجهولة". ومن الأسباب الرئيسة التي جعلت القوى الأصولية تستقطب الشباب الفرنسي هو "نشأة هؤلاء الشباب في بيئات منغلقة.. ووسط ثقافة تربيهم على أنهم جزائريون أو مغاربة أو تونسيون أولاً". وهو برأي الحمود ما أضعف مفهوم "الانتماء الفرنسي" لدى هؤلاء. يُضاف لذلك "الثقافة السائدة التي تجعلهم يشعرون أنهم مهما عملوا سيبقوا مهمشين، ولن يكون لهم نصيب في الوصول إلى مراكز متقدمة وقيادية". مبدية في ذات الوقت استغرابها من "الانغلاق الذي تعيشه بعض الجاليات المسلمة في فرنسا". الإعلامية العاملة في إذاعة "مونت كارلو الدولية"، أشارت إلى أن الإعلام الفرنسي كان في البداية في مرحلة "الصدمة" إثر الهجمات الدامية، وبدأ بنقل مباشر للهجمات ل"محاولة فهم ما يجري". مضيفة أنه "كانت صدمة أن يكون منفذو الهجمات هم من حملة الجنسية الفرنسية، حيث كان متوقعاً أن يكونوا عرباً سوريين أو خليجيين". ولذا سعى الإعلام للحصول على إجابة على سؤال وجده مركزياً، وهو: "كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟". ووصفت دور رئيس الجمهورية الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس وزرائه، والفريق الحكومي المعني، بالإيجابي والفعّال، في إدارتهم للأزمة إعلامياً. حيث تواجدوا في وسائل الإعلام بشكل مكثف، كما تواصلوا مع الناس عبر "الشبكات الاجتماعية"، وتحديداً "تويتر"، وهو ما انعكس بشكل مباشر وبناء على العلاقة مع الناس والتخفيف من حدة الغضب والقلق. وتضيف الحمود "لقد بث تنظيم "داعش" بعيد هجمات باريس أكثر من 400 فيديو عبر منصات إعلامية مختلفة، وهو ما دفع الحكومة الفرنسية للتفكير جدياً بمراقبة مواقع الجماعات الأصولية وحجبها، وهي تعمل الآن على مراقبة ومواجهة إعلام الخصم". من جهة أخرى، انتقدت الحمود غياب "الصوت الخليجي إعلامياً في فرنسا. حيث لا توجد هنالك لوبيات خليجية فاعلة، تدافع عن دولها ومصالحها". خصوصاً وأنه بعيد الأحداث "تعالت بعض الأصوات اليمينية التي اتهمت دول الخليج بالتطرف. وهو ما كان يتوجب أن يكون هنالك من يرد على مثل هذه الادعاءات". مبينة أن "إيران لديها لوبي فاعل في أوروبا وأميركا، وهو ما نحتاج إليه".