ترشح الزميل، والشاعر، والأديب، حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، لمنصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب، خلال الانتخابات المقبلة، والتي ستُجرى في أبوظبي يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، أثناء انعقاد المؤتمر العام السادس والعشرين للاتحاد، يُعدُ استحقاقاً ثقافياً أدبياً إماراتياً، مُتعدد الأبعاد، وتطوراً طبيعياً، يجب أن يحظى بالتفهم، والدعم والمُناصرة، ليس فقط، من قِبل المثقفين والكُتّاب والأدباء الإماراتيين كافة، بل من قِبل المثقفين والكُتّاب والأدباء العرب، أيضاً. دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها وهي تشهد حراكاً ثقافياً يتطور، وهو مُتميز بتنوعه، وأطيافه، إماراتي وعربي ومُتعدد الجنسيات، يخلق عالمية للمشهد الثقافي الإماراتي، ويُعطيه خصوصية واستثنائية جميلة، وتفرداً، حين تتفاعل إبداعات إماراتية وعربية وأجنبية، في الأدب والثقافة، في ظل سياسة حكومية رشيدة تدعم الإبداع والمبدعين، وتجعل الثقافة من محاور السياسة الإماراتية العامة، وتوفر خدمات وتسهيلات وفضاءات جاذبة للإنتاج الثقافي والأدبي، مُتاحة للجميع، حيث تتصاعد وتيرة الإنتاج الأدبي والثقافي، بتعدده وتنوعه وتأثيراته وجمالياته وإنسانياته وإرهاصاته، ورسائله التي يحملها، وهذا يجعل من مسألة تولي دولة الإمارات رئاسة الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب، وترشحها لذلك، مسألة طبيعية، تتسق مع جهود وسياسات وإنجازات ثقافية وأدبية تشهدها الدولة على المستوى المؤسسي، والفردي، في عصر أنوار إماراتي، يتحدث عن عبقرية بناء دولة مؤسساتية متسامقة؛ تمضي في تقدمها المعرفي والثقافي والأدبي، والحياتي العام، وتحمل بذلك للمواطن الإماراتي والعربي، والآخر، مزيداً من فرص النماء والتطور، وتحقيق الحياة السعيدة. الحياة الثقافية والأدبية الإماراتية حافلة، لمن تابعها ورصدها ودرسها وانتظم فيها وشارك بها، بالتنوع، والتشويق، والعمق، والدقة، والإحاطة، بمكونات ومواضيع ثقافية وأدبية تعكس حياة وفكر، لا غِنى لكل قارئ إماراتي، أوعربي، أو أجنبي، عن معرفة هذه الحياة، وهذا الفكر، وفهم، كذلك، التحولات، والتغيرات، التي تشهدها الميادين الحياتية والفكرية المختلفة، حين تأتي في سياقات أدبية من شِعر، وقصة، ورواية، ومسرحية، ولوحة تشكيلية، وفيلم، يتضمنها المشهد الثقافي والأدبي الإماراتي، ومن خلال المناشط الثقافية المختلفة من ندوات ومحاضرات ومؤتمرات وأمسيات ثقافية وأدبية، في طفرة معرفية تشهدها الدولة، تُعطي ضرورة لمسألة تَصّدّر الإمارات للمشهد الثقافي والأدبي العربي، وقيادة هذا المشهد، تنظيمياً، عبر انتقال الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب، إلى أبوظبي. المشهد الثقافي والأدبي الإماراتي المُعاصر يتوسع في أنساق جميلة تتلمس حقائق العالم، وصورة الإنسان، ونظام الأشياء، وعلاقات الإنسان بالإنسان، والكائنات، والأشياء، وترصد تطلعات الإنسان، تعيش آماله، تَسْبر التعقيدات، تستكشف الصعوبات، تتأمل تلك الضفاف التي يطمح الإنسان للوصول إليها، في ظل مُتغيرات متسارعة جَمْة، وتحولات جارية، على كل المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، هذه المتغيرات والتحولات ذات سمات فكرية وثقافية وإعلامية واجتماعية وسياسية واقتصادية وتنظيمية وعلمية، تجد لها تأثيرات على المُنتج الثقافي والأدبي الإماراتي، بتنوعه وتعدده، مع وجود وسائل قياس نوعية وكمية، قادرة على رصد وتحليل هذا الحراك الثقافي، وخلق نظرة مُتبصّرة وواعية له، تُساعد على فهم اللحظة الآنية، والبيئة المحيطة، إلى اللحظة المستقبلية، عبر فهم وتحليل مواضيع المُنتج الثقافي والأدبي، من شِعر وقصة ورواية ومسرحية ولوحة تشكيلية وفيلم، المُصدرة، في دولة الإمارات. وتشير الأعمال الثقافية والأدبية التي تشهدها الساحة الإماراتية، إلى جانب مؤثرات التراث، والعادات والتقاليد والتاريخ، عليها، إلى أن الحداثة والعصرنة لها تأثيراتها العميقة، وتجاذباتها المختلفة، على هذه الأعمال، أيضاً، وهذه الحداثة والعصرنة واضحة في المفردات الأدبية، ودلالات هذه المفردات، والصور التي تحملها، فهي شاملة، وإنسانية، يجد الإنسان الإماراتي، فيها نفسه، كما يجد الإنسان العربي، أيضاً، فيها نفسه، والإنسان الآخر، كذلك، يجد فيها مُتنفساً، ومساحات تعبير، ومرئيات، في عولمة ثقافية وأدبية متميزة، تأتي طبيعية، وتراكمية، بحُكم أن دولة الإمارات غدت بيئة حياة وعمل جاذبة، حيث تتمتع بأنظمة وخدمات وتشريعات وحُسن ضيافة وسجية إنسانية تخدم الإنسان المبدع، وتُنمي عطاءه الأدبي والثقافي، عبر هذه المنظومة العريضة من المؤسسات الثقافية والأدبية، الحكومية، منها، والخاصة، ومن ضمنها يأتي اتحاد كُتّاب وأُدباء الإمارات، كحاضنة أولى، وأساس، للإبداع الإماراتي والعربي، والإبداع الإماراتي، في النهاية، عربي، غير منفصل عن الإبداع العربي في عمومه. لقد مدت دولة الإمارات إلى الأمام تخومها الثقافية والأدبية، رغبة منها في توسيع نطاق الأعمال الإبداعية، فالدولة، هنا، هي العنصر الفاعل، والفعّال في المشهد الثقافي، ويأتي دور المثقف، الإماراتي والعربي والأجنبي، في مسألة استثماره للفرص المتاحة، ومساحات التعبير الثقافي والأدبي المُنسابة في الدولة. وفي هذه التخوم الثقافية الممتدة، يأتي، حديثاً، مشروع تأسيس بيوت الشِعر في الأقطار العربية، الذي يقوده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والرئيس الفخري لاتحاد كُتّاب وأُدباء الإمارات، ومشروع بيوت الشِعر يعزز من مكانة الشعر العربي في المجتمعات العربية، إلى جانب كل مُكونات الحراك الثقافي الهائل التي رسخها سموه على مستوى إمارة الشارقة، وامتدت تأثيراتها إلى كامل الوطن الإماراتي والعربي والعالمي، وكذلك يأتي ضمن هذا السياق، النهضة الثقافية والأدبية التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر رعايته لمؤسسات ثقافية تنهض بالشأن الأدبي، كمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وهيئة الثقافة والفنون في دبي، وغيرهما من مؤسسات ثقافية، ترعى الإبداعات الإماراتية والعربية والأجنبية، وتسعى بها لتعْبُر حدودها الوطنية، والإقليمية، نحو آفاق عالمية، إلى جانب صياغات المشهد الثقافي الإماراتي التي تتم في أبوظبي، وخاصة تلك التي تتم عبر هيئة أبوظبي للثقافة والتراث؛ وبالذات هذه المشاريع الثقافية ذات المرامي العالمية، كمتحف اللوفر، ومتحف زايد الوطني، القادم في 2016، والذي يتحدث عن سيرة حياة القائد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن خلال المشروع الثقافي الرائد الذي تبناه مهرجان أبوظبي 2015، الذي أطلق مبادرة تعزيز النشر الإماراتي، وبرنامج شاعر المليون، وأكاديمية الشعر، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، كل ذلك يضع الإمارات في موقع التصدر الثقافي والأدبي، مُحدثاً تأثيراته، ومؤثراته، على الإنسان والمجتمعات. لهذا فإن تطلع دولة الإمارات العربية المتحدة عبر منظومة اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وترشح رئيس مجلس إدارة الاتحاد، حبيب الصايغ، لرئاسة الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب، في دورته المقبلة، ليس فقط تعزيزاً للمكانة الثقافية والأدبية لدولة الإمارات، بل يُعدُ دعماً للإبداع العربي بأسره. د. منصور جاسم الشامسي