×
محافظة مكة المكرمة

خالد الفيصل: مطار الملك عبدالعزيز سيكون علامة فارقة ومظهرًا حضاريًا

صورة الخبر

رسمت دولة الإمارات العربية المتحدة على أيدي مؤسسيها وروّادها ورجالاتها ذوي الحكمة والفطنة والصبر والصلابة خريطة طريق إلى المستقبل والحياة والتنمية ومجد الدولة. ولم تكن الطريق سهلة، بل شقها فكر زايد وعبّدتها ثقافة زايد وإخوانه أعمدة الاتحاد، وضمائر روح الاتحاد بالعمل والصدق والمحبة. محبة البلاد، وأهل البلاد، وتاريخ البلاد. خريطة طريق الإمارات، والطريق هو المنهج، كانت، وما زالت، وستبقى منذ 44 عاماً مضاءة بنور القلوب والعقول والأرواح. خريطة طريق إماراتية لا لبس فيها ولا التباس بكفاءات ومهارات وقيادات تتعلم من الماضي، وتبني عليه في الحاضر، وتتجه بمفرداته وحيثياته إلى المستقبل، وإلى ما هو أبعد.. إلى الفضاء. بصفاء ورجولية وفروسية بناة الدولة ارتسمت ملامح هذه الخريطة، وارتسمت ملامحها أيضاً بالشباب والشابات، والمتعلمين، والإداريين، والمثقفين، والعمال، ورجال البحر القدامى، والشهداء القدامى، والشهداء الجدد أنوار الخريطة، وأنوار الطريق. لم تضع الإمارات بصمتها الدولية المدنية الحضارية في أطلس العالم بالعنف، والعدوان، والدبلوماسية الانتهازية أو السياسات المتقلبة المتلوّنة المصلحية والنفعية والآنية، بل الإمارات صنعت مجدها وكينونتها السيادية وهويتها الوحدوية النموذجية بالقلب أولاً، بالإنسانية، وبالعقل المتوازن المرن، وبثقافة التنوير، وبفكر التسامح، وبقوانين العدل، وبتشريعات المحبة والسلام والمساواة وبمؤسسات الخير والإنسانية واللين والمصافحة البشرية الدافئة. هذه ثقافة ومبادئ وأفكار رجالات الإمارات سواء إن كانوا في رأس الدولة أو في قاعدتها الاجتماعية المتوحدة في نموذج تآلفي اجتماعي، لا يوجد بالفعل في أية تجربة سياسية دولية في العالم كلّه. الإمارات، في يومها الوطني الرابع والأربعين، وتحت أقواس أنوار الأرواح، شهدائها الأبرار سارت على طريق سياسي دبلوماسي، اقتصادي، اجتماعي، ثقافي هادئ وواضح. طريق غير معقّد، ولا مبالغات فيه، ولا استقواء ولا استعراض، ولا دعاية فكرية سياسية مبنية على تجارب إيديولوجية ثبت اليوم فشلها المرير بكل مرئيات ومسموعات ومقروءات العالم. لا كتاب أخضر في الإمارات كما حظ ليبيا السيىء الذي أخذها إلى التهوّر والجنون والغرور، بل في الإمارات أرض خضراء. ببساطة، صحراء نقية رحبة تحولت إلى جنة وماء وبشرية متعانقة من جنسيات الأرض كلها. لا حزبيات ولا حماقات البعث في سوريا والعراق الذي أرسل هذين البلدين الجميلين إلى الجحيم، بل في الإمارات طيبة الصحراء، ونبل الناس، وعفوية البشر. نعمة الله لا يمكن تحويلها إلى نظرية وحشرها تحت جلباب ملك ملوك، بل النعمة في الإمارات جامعات، وطرق وناطحات سحاب، ونظافة، وأمن، واستثمار وكفاءات وفرص عمل، واستقطاب فني وسياحي، وثقافي. نقول ذلك في إطار تقابلات موجودة اليوم على خرائط كثيرة وطرق أكثر أغلبها وعرة ومتعثرة ومهلكة، وأدّت إلى تحويل بلدان وشعوب وجغرافيات إلى أطلال. خريطة طريق الإمارات أخذتها إلى الفرح والتفاؤل والجمال. وعلى هذه الطريق، وفي هذه الخريطة تعيش وتتعايش شعوب وثقافات، وأفكار واجتهادات وإبداعات تحت قبة سماوية واسعة أبوية وأمومية قوامها الأمن والأمان والأمانة، هي هدايا الشهداء إلى الأحياء، ووصاياهم. yosflooz@gmail.com