×
محافظة المنطقة الشرقية

د. التركي يفتتح ندوة «المسلمون في أستراليا الحاضر والمستقبل» بسيدني

صورة الخبر

بقلم : رجاء أحمد جمال أن يعترف المرء بعجزه ليس بمنقصة .. بل قد يعد ذلك في بعض المواقف مدعاة للمحبة وفي آخرى من العقلانية .. المحبون لمكة والمدينة – المدينتان المحرمتان - عجزوا عن إيقاف الهجمة الشرسة على الأهل والأرض فيهما أو الحد منها من قبل الرأسماليين الاقوياء بأموالهم وسلطتهم . فقد زينوا الظلم ليحسبه الناس عدلا .. وتكلموا بحق ارادوا به باطلا وليس بمقدورنا وهم الاقوياء بسلطتهم وطمعهم وزيف المنافقين من حولهم - إلاّ إتباع النبي فيما أمره الله به في قوله تعالى { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} (40) سورة الرعد . فلله الأمر من قبل ومن بعد . بكلامنا اليوم هنا الذي نبرأ به إلى الله مما يفعلون وما سوف يفعلون بالمدينتين وأهلها ونراه بأعيننا نكرر البلاغ لهم بأن : ماوقع على أهل مكة ( أهل الله ) ظلم ومافُعِل بأرضها باطل ، فقد أُخرِج أهلها من بيوتهم وهدمت ليشيد الاقوياء بأموالهم وسطوتهم مكانها أبراجاً يسكنها طارئون عليها ليجنوا من ورائهم الاموال ، ويزعمون : إن ذلك للمصلحة العامة وللتنمية والنهوض بالأمة . وأما أرضها فقد طمسوا تأريخها وغيروا معالمها وأزالوا ما عليها من آثار النبوة الكثير بدعوى أن مواقعها تعترض التخطيط وبقائها مدعاة للشرك وسبيل للابتداع . فرأفة ورحمة بأنفسكم من دعاء المظلومين عليكم في الدنيا ومن خصومتهم لكم يوم القيامة .. هم اليوم عاجزون عن مخاصمتكم ومطالبتكم بكف الأذى عنهم .. لكن الله تعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء لا اليوم ولا يومئذ . و بعد مكة .. اليوم أيضاً نتوجه ببلاغنا إليهم عن ماخُطط لمدينة الرسول الحبيب ( طيبة ) .. والتي عقدوا النية وعزموا الأمر على هدم بيوت جيرانه متجاهلين نذيره عليه الصلاة والسلام من ظلمٍ بالمدينة وأهلها ، كما تجاهلوا من قبل نذير الله تعالى بظلم يقع بمكة وأهلها . إنهم يعلمون بذلك ولا يقدرون على إنكاره أو تضعيفه لكنهم استعلوا بأموالهم وآمالهم {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} سورة العلق . متكئين على قولهم الواهي ( المصلحة العامة ) التي لووا عنقها لنيل مرادهم من الدنيا وزينتها ، وكأن مكة والمدينة حق مشاع للمسلمين جميعاً كالكلأ والماء .. فتنتـزع أملاك أهلها وتهدم بيوتهم لتعمر مكانها بيوت يسكنها الحجاج والمعتمرون أو لتعبد طرق لتيسير سبلهم .. والأنكى أن يُطلب منهم أن يؤدوا صلواتهم في غير المسجدين الشريفين عند قدوم أولئك الطارئون ولمدة تسعة أشهر في كل عام حتى لا يضايقوهم في اداءهم لعباداتهم . ظلم يغشاه ظلم من فوقه ظلم إذا نطق المظلوم لايكاد يُسمع له ! الهدم والتهجير طال وسوف يطال أكثر من نصف مساحة المعمور من المدينتين المقدستين .. ووفقاً لمخطط الإزالة في المدينة المنورة الذي نشرته وزارة المالية لوحظ أن عدداً كبيراً جدا من العقارات سوف تشمله الإزالة ، وفيها ماسبق نزعه وأقيمت عليه أبراجاً حينذاك .. وكذلك تشمل الإزالة مساجداً صلى فيها النبي و أماكناً باركها بوجوده فيها .. كل ذلك يجري حسب زعمهم : لأجل الحجاج والمعتمرين والمصلحة العامة وكأنه لا قلوب لنا ولا آذاناً ولا أبصارا ! ما أُخذ لتوسعة الحرمين الشريفين لا غبار عليه ولا اعتراض بل نؤيده ونباركه ، ، ولكن غير ذلك في المنطقتين المركزيتين وفي الاطراف : لما تهديمه وتهجير ملاكه وجعله في مصلحة الأغنياء والأقوياء ..؟ اليست أموال المسلمين حرام كما الدماء والأعراض ..؟ أوليس المالك مسلط على ملكه ، وله في حدود المشروع التصرف فيه بجميع وجوهه الشرعية ؟ لما إغتصاب ملكه وإعطائه لغيره بقوة السلطان ؟ إن الله حرم المدينة كما حرم مكة استجابةً لدعوة نبيه والتحريم يشمل الأرضيين ومن عليهما ، وفي القرآن والسنة ما يغني عن التفصيل في هذا الأمر .. فهل أنتم منتهون يارسول الله : عذراً إليك إن قصرنا في حق جيرانك وبلدك .. هذا بلاغنا إليهم وهو أقصى مانقدر عليه .. .. والله المستعان على مايصفون .