استخدمت قوات الأمن الفرنسية الغاز المدمع لتفريق مئات المتظاهرين الذين احتشدوا في ساحة وسط باريس للتنديد بما سموها "حالة الطوارئ المناخية" عشية قمة الأمم المتحدة للمناخ، كما ينظم ناشطون أكثر من ألفي فعالية في مدن أخرى حول العالم للتنديد بظاهرة الانحباس الحراري. ووضع المحتجون في ساحة الجمهورية بباريس نحو عشرين ألف زوج من الأحذية، في إشارة إلى المحتجين الغائبين بعد هجمات باريس الأخيرة، وقال منظمون إن الفاتيكان أرسل زوجا من الأحذية نيابة عن البابا فرانشيسكو. وانتشرت أعداد كبيرة من الشرطة لمواجهة المتظاهرين الذين تحدوا قرار حظر التظاهر ضمن حالة الطوارئالمفروضة بالبلاد عقب الهجمات، وألقى محتجون -بعضهم ملثمون- بأحذية وزجاجات على الشرطة التي ردت بدايةً باستخدام قنابل الغاز ثم بدأت بملاحقة المتظاهرين. وفي وقت سابق، شكل آلاف الناشطين سلسلة بشرية امتدت من ساحة الجمهورية ومرورا بقاعة باتاكلان التي كانت محور هجمات باريس بالـ13 من الشهر الجاري، وبعد نحو ساعتين من تفرقهم تجمع ناشطون مناهضون للرأسمالية في ساحة الجمهورية وخاضوا مواجهات مع الشرطة. وقررت الحكومة الخميس منع تنظيم مسيرات كان مقررا أن تكون أوسع اليوم، مبررة القرار بأسباب أمنية، لكنها أضافت في بيان أنه يمكن تنظيم المظاهرات بأماكن مغلقة أو يمكن تأمينها بسهولة. جانب من المسيرات التي شهدتها لندن اليوم(رويترز) فعاليات عالمية وفي سيدنيبأستراليا، تشير تقديرات إلى أن نحو 45 ألف شخص نظموا مسيرة عبر حي المال والأعمال إلى دار الأوبرا، وبينهم رئيس البلدية كلوفر مور الذي كتب على موقع تويتر "إنها كانت أكبر مسيرة بشأن المناخ تنظم على الإطلاق بالمدينة". وفي هونغ كونغ، حمل محتجون نماذج للدب القطبي ولافتات كتب عليها "مشرد وجوعان، رجاء المساعدة" في إشارة إلى ذوبان الجليد في القطب الشمالي بفعل الانحباس الحراري. أما العاصمة الكورية الجنوبية سول فشهدت تجمعا لمئات المحتجين الذين قرعوا الطبول ورفعوا اللافتات. وشهدت مدن أخرى في العالم فعاليات مماثلة مثل برلينولندنوستوكهولم ومدريدوساو باولو ونيويورك. وتنطلق غدا في باريس أكبر قمة للمناخ في تاريخ الأمم المتحدة بمشاركة نحو 150 رئيس دولة ورئيس حكومة، إلى جانب آلاف الخبراء والمهتمين بقضايا المناخ. وتناقش القمة جملة قضايا، على رأسها اتفاق جديد للحد من انبعاث الكربون الضار بالبيئة، كما ستعقد لقاءات ثنائية يتطرق خلالها القادة لمسألة محاربة "الإرهاب" وتنظيم الدولة الإسلامية، وسط إجراءات أمنية مشددة في ظل حالة الطوارئ المعلنة في فرنسا منذ هجمات باريس الأخيرة.