أحمد شوقي علي ولد في 1868 بالقاهرة قدم للمكتبة العربية العديد من الدواوين الشعرية والمسرحيات والروايات، تم تحويل الفيلا التي كان يقيم فيها (كرمة ابن هانئ) الى متحف لقب أمير الشعراء بعد أن جاءت وفود من مختلف الدول العربية تبايعه وكان هذا في عام 1927 أميرًا لشعراء العربية، وفي مارس سنة 1900 أصدر ديوانه (شوقيات) في طبعته الاولى. وقد ورث والده ثروة طائلة وكان مبذرًا وكانت جدته لأمه ثرية وكانت وصيفة في قصر اسماعيل، ضمت الجدة الصبي إليها وكفلته، وقد كانت تحنو عليه كثيرًا وعندما بلغ الرابعة من عمره ألحق بكتاب الشيخ صالح، بعدها ادخل مدرسة المندبان الابتدائية ثم المدرسة الخديوية الثانوية، وقد أتم دراسته فيها وهو في الخامسة عشرة من عمره وكان ترتيبه الثاني، وعندما أتم دراسته الثانوية رأى والده ان يدرس القانون والشريعة فالتحق بمدرسة الحقوق ودرس شوقي الحقوق سنتين وعند إنشاء قسم للترجمة بمدرسة الحقوق دخل شوقي هذا القسم وتخرّج منه سنة 1887 وتم تعيينه من قبل الخديوي موظفًا بالقصر ثم تم ابتعاثه الى فرنسا واختار دراسة الحقوق ومضى هناك عامين نال فيها اجازة الحقوق، وذلك في 18 يوليو 1893 وفي فرنسا قام بجولة الى مسارحها ودوائرها الثقافية، كما زار انجلترا والجزائر وتركيا، وأوفدته الحكومة المصرية الى مؤتمر المستشرقين الذي عقد بجنيف سنة 1896 وبعد انتهاء المؤتمر زار بلجيكا بعد ذلك انيط به الكثير من المهام الى أن اصبح رئيسًا لقسم الترجمة في القصر، ولما قامت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 اعلنت انجلترا حمايتها على مصر خلعت الخديوي اسماعيل من دخوله البلاد وكان وقتها في زيارة لتركيا ونصبت السلطان حسين كامل وكان نصيب شوقي أن نفاه الانجليز فاختار اسبانيا هو وأسرته، وحين انتهت الحرب عاد من منفاه الى القاهرة وكان في عام 1920 وكان يطلق عليه (كرمة ابن هاني) من حبه لأبي نواس (الحسن بن هاني) وكان دائمًا يردد قول الشاعر الفاطمي. إذا كنت في مصر ولم تك ساكنًا على نيلها الجاري فما أنت في مصرا لم يكن أمير الشعراء أحمد شوقي شاعرًا فقط بل كانت له نوادر ومن بعض تلك النادرة فقد حدث وعندما كان شوقي منفيًا في اسبانيا ان استقل الاتوبيس هو وابنه حسين فصعد رجل عملاق يعلّق سلسلة ذهبية بصدره وفي فمه سيجار ثم ما لبث أن استسلم للنوم في ركن من السيارة وصعد شاب وهَمِ أن يخطف السلسلة الذهبية لكنه أدرك أن شوقي يراه فأشار هذا الصبي برأسه لشوقي يستأذنه هل آخذها؟ أجابه شوقي خذها. وهنا سأله ابنه لماذا تركت يأخذ السلسلة؟ أجابه شوقي لو كنت مقسمًا للحظوظ فلمن تعطي السلسلة الذهبية. أكنت تعطيها عملاقًا دميمًا أم شابًا جميلاً فقال الابن أعطيها للشاب الجميل فأجاب شوقي ببساطة هو ذا اخذها. كان يخاف ركوب الطائرة ويرفض ربطة العنق؛ لأنها تذكره بالمشنقة، وعندما توفى الإمام الشيخ محمد عبده سنة 1905 وقف على القبر سبعة من الشعراء يلقون قصائدهم وأرسل شوقي ثلاثة أبيات لتلقى على قبر الإمام يقول فيها: مفسرا أي الله بالامس بيننا قم اليوم فسر للورى آية الموت رحمة مصر العالمين كما ترى وكل هناء او عزاء الى فوت هو الدهر ميلاد فشغل فمات فذكر كما اتقى العدى ذاهب الصوت، ورحل أحمد شوقي في نفس العام الذي رحل فيه حافظ إبراهيم، وأصدر الرئيس الراحل أنور السادات قرارًا بنزع ملكية كرمة ابن هانئ وتحويلها إلى متحف لأحمد شوقي وكان ذلك في 3 مايو 1972، وتم الافتتاح (كرمة ابن هانئ) كمتحف لأحمد شوقي في 17 يونيو 1977، ويحتوي المتحف على أثاث منزل أحمد شوقي حجرة نومه ومكتبه وكذلك حجرة نوم زوجته وحجرة الصالون الخصوصي، وفي مكتبه ما يقارب 335 كتابًا كذلك انفرد المتحف بحجرة خاصة ضمت الأوسمة والنياشين التي حصل عليها وكذلك بعض الهدايا والوثائق التي قدمت إليه بمناسبة تتويجه أميراً للشعراء ويعتبر الشاعر أحمد شوقي علمًا ورائدًا من رواد الشعر والأدب العربي.