كما ذكرت في مقال سابق قبل اكثر من عامين هنا تحت عنوان (وجوب تمرير المرور في شوارع جدة ) ذكرت انه على مدار ثلاثة عقود ونصف ونحن نتناول الهم المروري مرحلة مرحلة نعترف ان هنالك تطورا ملحوظا في تطوير معاملات المراجعين وفي اعداد الصالات وتطوير الكوادر والدعم المالي والمفتوح ، وحقيقة لازلت وغيري كنا نرى من خلال واقع المعايشة اليومية ان المرور دوره ينحصر في القيام بدور( فزاعة ) ولعل آخرها مقالة (المرور بين فزاعة وتقارير مرتاعة ) قبل اربعة اعوام تقريبا ، و حتى هذه الفزعة تولتها جهات أخرى ، واليوم ارى اننا لازلنا نعاني و حقيقة ان لي فترة طويلة لم اتحدث عن مرور جدة إلا فيما ندر ، وما كان التوقف نتاج ان الحال كان تحسن لكن لسبب ان الإدارات الثلاث الأخيرة المتعاقبة من سعادة اللواء صالح العليان مرورا بسعادة العميد عبدالعزيز العبيلان انتهاء بسعادة اللواء محمد حسن القحطاني كانت قد أتت على محافظة مهمة لم يستحدث فيها آنذاك أي شارع جديد او نفق او جسر او ما يساعد في إنسياب الحركة المرورية طيلة عقدين كاملين وخلال فترة اولئك المدراء بدأت المشاريع تباعا من انفاق وجسور وشوارع جديدة وتعديلات مسارات موفقة لوجود إدارة هندسية فاعلة آنذاك ، لذلك كنت أختلق لهم العذر ومعهم حق، خصوصا وانهم نجحوا في اصطياد العديد من المشاريع المهمة خلال تلك الفترة لكن ما دعاني للعودة هو هول الاختناقات، والعك المروري غير المسبوق وبصورة مؤسفة لم تعد اليوم تستثني أي وقت او شارع دون غيره ، رغم أن الامانة والنقل قد انجزا مشاريع مرورية سلمت معظمها واهمها خلال السنتين الأخيرتين ومع ذلك زاد الاختناق ، والمشكلة اننا لا نلاحظ تواجد رجل المرور في الشارع إطلاقا وإن تواجد فتواجد سلبي وكم اتمنى من ادارة المرور منع التحدث بالجوالات لرجال الميدان والاكتفاء بأجهزتهم الرسمية للتفرع فعلا للعمل الميداني ، وكم نتمنى ان يراعى ذلك مستقبلا حتى لا تنحصر مهام المرور فيما توحي به تصاريح مسؤوليه وكأنه تحرش بالسائقين ، حقيقة لو وجد رجل المرور في الشارع لنقل لإدارة المرور حقيقة السير ومناطق الازدحام بعيدا عن الكاميرات التي نشرها المرور ولا توازي 10% من كاميرات ساهر، فالحريص يريد حركة سير ذات بعد مستقبلي يساعد على تحسن السير ككل ، صحيح هنالك مشاريع اصبحت تحت الخدمة لكن ماجدواها إذا الهندسة المرورية مفقود ة لتساهم في خلق من طبيعة الواقع منافذ مرورية مساعدة هنالك طرق وشوارع بديلة وفق دراسات هندسية تأخذ في الحسبان حجم الحركة كثافة ووقتا ومكانا،لأن مانراه خصوصا في جدة يوحي فعلا بعدم وجود خرائط مرورية مصممة سلفا والشواهد اكثر من ان تحصى ، ثم الاهم لايوجد دوريات مرورية تساهم في فك الاختناقات التي تشهدها جدة , وأي عاقل مدرك يستشرف الأفضل لا أعتقد أنه يوافق على مثل تلك الحلول العقيمة التي اكل عليها الدهر وشرب وكأنه يريد أن يعود بنا إلى بدايات القرن الماضي وانه يجب أن يكون لنا نظام مروري وطرق خاصة بنا تختلف عن هذا العالم الذي أصبح قرية واحدة . او ترك السير تحت معيار الوعي المروري لدى السائقين وانه الحل الامثل إذا كان السائق لم يتقيد بالاشارة المرورية أو بالتعليمات التي تفرض الافضلية كما تردده ادارة مرور جدة فكيف نستجمع افكارنا وخططنا ودراستنا لكي تتمخض عن حلول وبدائل تخفف من هذا العك المروري .. فهل ياترى توقفت الافكار وعقمت الادمغة واقفلت المدارس المرورية والخطط الهندسية ؟ لتلد بمثل هذه الافكار وهذه الرؤى التي يجب ان نتجاوزها. وحتى لا اذهب بعيدا عن أن “مرور جدة بلا خطط مرورية” سأتناول نموذجاغ واحدا من عشرات المشاهد اليومية للفوضى المرورية بجدة ، فمنذ فترة كنا ننتظر افتتاح جسر الدراجة بشارع الملك فهد وتعديل دوار الفلك ، حتى وجدنا نتاج الهندسة المرورية والتي لاعلاقة للأمانة بها ، تعصف بكل الآمال المتعلقة بذلك خصوصا في المسافة في دوار الفلك وجسر تقاطع قريش ، حيث أن ارتال السيارات المتجهة من الميناء في انسياب مروري سابق وجيد تتعرقل بعد دوار الفلك على مدار 24 ساعة دون تدخل للمرور لتعديل هذه الحلول الارتجالية ، ولو وقتيا وعلى الاقل تضييق عرض الجزيرة من الجانبين ليتمكن مسار الدوران في منتصف المساحة بين الفلك وجسر قريش من الاتساع لـ 3 سيارات على الاقل ، وكذلك تحت جسر تقاطع قريش ،وهذا ولنقس على ذلك الكثير من مواقع الازدحام التي تعج بها جدة مروريا هذه الايام..هذا وبالله التوفيق.