أثار التفجير الانتحاري الذي أوقع يوم الثلاثاء الماضي 12 قتيلا من الأمن الرئاسي وثلاثين جريحا آخرين وسط العاصمة تونس، مخاوف لدى التجار في المدينة العتيقة من إطاحة الهجوم بالجهود المتعثرة لإنعاش القطاع السياحي. وقد استهدف الهجوم حافلة تقل عناصر من الأمن الرئاسي في شارع محمد الخامس وسط تونس. وقبل ذلك قتلالعشرات من السياح في شهري مارس/آذار ويونيو/حزيران الماضيين، في هجوميين منفصلين، استهدف الأول متحف باردو المحاذي لمقر البرلمان التونسي في العاصمة، بينما طال الثاني فندقا في محافظة سوسة شرق البلاد. وأقرت الحكومة إثر عملية سوسة جملة من الإجراءات لتشجيع السياحة، منها إلغاء التأشيرة المفروضة على عدد من البلدان الأفريقية والآسيوية، وتأجيل أقساط القروض وإعادة جدولتها بالنسبة للمؤسسات السياحية، وإلغاء الرسوم المفروضة على الأجانب عند مغادرتهم تونس والمحدد بثلاثيندينارا، وخفض تكاليف النقل الجوي والبحري للجالية التونسية في الخارج بنسبة 30٪. انخفاض عدد السياح وفي أسواق مدينة تونس العتيقة غير بعيد عن شارع محمد الخامس، يقول التاجر العربي بن غربال أمام محله المخصص لبيع الصناعات "منذ الضربة الإرهابية التي تلقاها المنتجع السياحي في مدينة سوسة، هجرنا السياح ولم يزر أسواق المدينة خلال الصيف إلا أعداد قليلة جدا منهم". " بلغ عدد السائحين حتى نهاية شهر أغسطس/آب الماضي نحو ثلاثة ملايين، مسجلا بذلك تراجعا قدره مليون سائح مقارنة بالفترة نفسها من عام 2014 " ويضيف أنه لا ينتظر أي تغيير يطرأ على واقع القطاع نظرا للهجمات المتكررة،"وحتى إن حصل تغيير فإن ذلك لن يكون قبل بداية العام المقبل". في السياق، يرى شهاب الدين بن زكري الذي يعمل في السوق القريبة من جامع الزيتونة أن التفجير الأخير "ستكون له تداعيات سلبية وستوجه ضربة قاضية للسياحة، لكنها لن تحبطنا فالتونسيون دائما متفائلون بالمستقبل". وأكد أن التجار لم يعودوا ينتظرون أسوأ مما حصل بعد أن ضرب الإرهاب قلب العاصمة، مشيرا إلى أنهم يعولون على السياح التونسيين والعرب من ليبيين وجزائريين، الذين أنقذوا بضاعته من الكساد خلال الأشهر الماضية. من جانبها، تقول هادية الشعلي -وهي صاحبة ورشة لبيع الخزف- إن التونسيين عادوا للتجول في أسواق المدينة رغم حداثة الهجوم، لاستئناف حياتهم الطبيعة وتناسي ما حصل. وتضيف أن إنعاش القطاع السياحي يتطلب عودة السياح الأجانب لزيارة تونس. وبلغ عدد السائحين حتىنهاية شهر أغسطس/آب الماضي نحو ثلاثة ملايين، مسجلا بذلك تراجعا قدره مليون سائح مقارنة بالفترة نفسها من عام 2014. ويعمل في قطاع السياحة في تونس ما يزيد على أربعمئة ألف شخص، ويساهم القطاع بنسبة 7% من الناتج المحلي الإجمالي، كما يوفر حوالي 20% من عائدات تونس السنوية من العملات الأجنبية.