كما هي الحال بين دورة وأخرى من برامج المسابقات على أي شاشة، وتحديدا على شاشة mbc وقبل إعلان الفائز سواء أكان ذلك في برنامج «Arabs Got Talent» الذي أعلن عن نجمه الأسبوع الماضي أو برنامج «آراب آيدول» أو «ذا فويس» أو غيرها من البرامج تدور تكهنات قبل، وتدور اتهامات في الغالب بعد الإعلان عن المحظوظ، وأقول «المحظوظ» كون التصويت على ذلك هو المهيمن في العادة في الحلقات الأخيرة دون أن يكون للجنة أو إدارة البرنامج أي تدخل في قرار من شأنه إزهاق جهود أي مشارك موهوب، ولكنها أجواء الإعلام التي تصنع وهجا يزداد به بريق ولمعان المطبوعة «اعتقادا» بينما مثل هذه الترهات تجاوزها القارئ أو المتابع اليوم وغدت من سالف أفلام التعامل الإعلامي المصنوع. واليوم ونحن نعيش جمال جهد ومتابعة استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر، حصدت فيه فرقة «سيما» السورية لقب الموسم الثالث من برنامج «Arabs Got Talent» بتصويت الجمهور وبمؤازاته حصلت الفرقة على مبلغ 500 ألف ريال سعودي وسيارة كرايسلر وقبيل إعلان النتيجة النهائية، احتدمت المنافسة بين ثلاثة من المشتركين الحائزين على أعلى نسب تصويت.. الفلسطيني محمد الديري بالرسم التعبيري الذي كان كثير من الجمهور في الاستوديو وبعض النقاد ينتظرون فوزه بجائزة البرنامج لهذه الدورة إعجابا بمهارته وربما تعاطفا مع الخط الذي انتهجه برسم ياسر عرفات القائد الذي يرمز حضوره إلى القضية العربية الأهم والأطول عمرا بعد أن كان قد رسم وديع الصافي وغيره من رموز الفن، كذلك كان كثيرون ينتظرون مفاجأة أن تخطف جينيفر غراوت من الولايات المتحدة الأمريكية بالغناء الطربي اللقب من كل العرب المشاركين لتشتعل معركة إعلامية أخرى فحواها، كيف تفوز أمريكية في مسابقة للمواهب العرب؟ بل كيف تشترك من الأصل في مسابقة للموهوبين العرب؟ متناسين أننا في أتون العولمة ولهيبها المستعر ليس هناك مكان إلا للموهبة الأكثر صدقا مهما كانت جذورها، يبرر ذلك أداء جينيفر غراوت الأكثر من الرائع لعيون من الغناء العربي والذي اختتمته في الحلقة الفاينال بـ «وحشتني» للفنانة الكبيرة سعاد محمد، وقبل ذلك بالتماهي مع إبداعات تراث أسمهان الغنائي في كلاسيكيات غناء العرب. حقيقة كان التعاطف الأكبر داخل الاستوديو والذي لم ترعه تصويتات الجمهور خارجها بقوة مع جينفر ومحمد الديري وشاب الأكروبات التوحدي الجزائري، ولكن كان هناك إصرار من الجمهور على قول كلمته في التصويت لمن يريد ففازت فرقة «سيما» من سوريا بالرقص التعبيري، ليأتي الحسم النهائي مرجحا كفة فرقة «سيما» بعدد الأصوات. وفور اختتام البرنامج وتتويج الفريق الفائز بلقب «Arabs Got Talent»، واستلامه مفتاح سيارة «كرايسلر 300C» من المدير الإقليمي لـ «مجموعة كرايسلر – الشرق الأوسط» السيد عبد العزيز ملة. وكما هي العادة كان المؤتمر الصحافي الذي أعقب الحلقة الختامية مكان جدل بين اللجنة «نجوى كرم وعلي جابر وناصر القصبي وأحمد حلمي والمتحدث الرسمي باسم مجموعة mbc مازن حايك، مدير عام العلاقات العامة والشؤون التجارية» الكثير من الأخذ والرد وفيه أعرب ممثل عن فرقة «سيما» عن فرحته بالفوز، متوجها بالشكر إلى الجمهور الذي صوت بكثافة، وأعضاء لجنة التحكيم على نصائحهم، وكذلك إلى أسرة البرنامج والقيمين عليه. وفي معرض رده على الأسئلة، قال ممثل فرقة «سيما»: «لن نتوقف عند ما أحرزناه من نجاح ونعد كل من صوت لنا أن نواصل عملنا وحرصنا على التفوق وإحراز النجاح تلو الآخر» وهنا أوضح مازن حايك المتحدث الرسمي باسم مجموعة mbc أن «البرنامج في موسمه الثالث جاء مميزا لناحية كمية المواهب المشاركة ونوعيتها، وكذلك مستوى أدائها، حيث بلغ بعضها مصاف العالمية حتى قبل وصول البرنامج إلى خواتمه». وتابع حايك: «تخطت نسب المشاهدة والمشاركة الجماهيرية الشاشة التلفزيونية لتمتد إلى منصات التواصل الاجتماعي المتنوعة، لدرجة أصبح معها للبرنامج ومشتركيه جمهور عالمي بموازاة جمهوره العربي، علما أن الصحافة الأجنبية أفردت له مساحات واسعة للتدليل على أبرز المواهب التي نجح في تقديمها. وختم حايك: «أصبح Arabs Got Talent بمثابة منصة تعبير عن الموهبة والرأي من خلال الفن والإبداع، فيما باتت مجرد المشاركة في البرنامج بمثابة خطوة أولى على طريق النجاح والشهرة، وهو ما تابعناه عبر مراحل البرنامج التي شهدت ولادة نجوم أصبح لبعضهم «أندية معجبين Fan Clubs» من جنسيات مختلفة، فيما حصد آخرون تواصلا عبر شبكات التواصل الاجتماعي. لقد أثبت البرنامج في موسمه الثالث أنه يمثل حالة فريدة من المشاهدة التلفزيونية العائلية، إذ تحلق حوله كافة أفراد العائلة العربية من كل الفئات العمرية، ما يؤكد مرة أخرى أن للعرب، من مشتركين وجمهور، مواهب زاخرة وقدرات كامنة وأمزجة فنية وثقافية راقية، وروحا رياضية عالية ترجح المنافسة الصحية على المسرح». من جهتها، أثنت نجوى كرم على المواهب المشاركة، واعتبرت كل من تمكن من بلوغ المرحلة النهائية بمثابة فائز في البرنامج. وفي معرض ردها على سؤال تناول أسباب حصول المواهب «الحركية» على تصويت قد يكون أعلى نسبيا من التصويت لصالح المواهب الفنية الأخرى كالطرب، قالت نجوى كرم: «هذا البرنامج هو الحاضن الطبيعي لجميع أصحاب المواهب الحقيقية في العالم العربي. وأعتقد أن كل من استحق أن يتواجد في النهائيات كان فعلا موجودا، وذلك بفضل تصويت الجمهور الذي اختار الأفضل». وحول تقييمها الفني كمطربة لوجود موهبة غناء أمريكية في صفوف المواهب العربية المشاركة، قالت نجوى: «النوتات الموسيقية السبع هي لغة عالمية جامعة، والموسيقى عموما هي الجسر الذي يصل الحضارات بعضها ببعض. من هنا، تكمن أهمية مشاركة موهبة غنائية غربية، وتأديتها اللون الطربي العربي - الصعب جدا من الناحية التقنية - بالنسبة للفنانين غير العرب.. وبالتالي، فإن ذلك قد يتيح المجال أمام الطرب العربي للانطلاق بلا حدود، والانتشار عالميا على غرار انتشار الفنون الغربية في عالمنا العربي.. ولعل هذه إحدى أبرز إيجابيات هذا النوع من البرامج عموما، وبرنامج Arabs Got Talent خصوصا». أما العميد علي جابر فشدد على مدى التطور النوعي الذي أحرزه المشتركون عبر مراحل البرنامج، معتبرا أن صقل الموهبة وتطويرها لا يقل أهمية عن امتلاكها. وأضاف جابر في معرض الإجابة على سؤال حول توقعه النتيجة مسبقا: «لقد توقعت شخصيا إمكان وصول أي من المشتركين المتأهلين الـ 12 إلى اللقب! فلا أحد يستطيع توقع النتيجة سلفا، وذلك بسبب تقارب المستوى بين المشتركين». وحول رأيه في سيطرة المواهب الغنائية عموما في العالم العربي على الأنواع الأخرى من المواهب، قال جابر: «تكمن أهمية البرنامج في قدرته على إبراز نوعية مختلفة تماما من المواهب قياسا بما اعتاد الجمهور العربي على مشاهدته منذ زمن.. فمسرح البرنامج هو النافذة الحقيقية لأصحاب المواهب المتنوعة والنادرة التي لا تجد في كثير من الأحيان منصة حقيقية تطل عبرها على جمهور الملايين المتعطش لمتابعة الأنماط المختلفة من الفنون والطاقات العربية النادرة».