ذكرت مصادر أمنية تونسية، أن وحدات إقليم الأمن في أريانة (القريبة من العاصمة التونسية) التابعة للحرس الوطني والفرقة المختصة في مكافحة الإرهاب، تمكنت أمس من التعرف على هوية الانتحاري الذي نفذ الهجوم ضد حافلة الأمن الرئاسي أول من أمس (الأربعاء). وأكدت أن اسمه حسام العبدلي، وهو من مواليد سنة 1988 (نحو 27 عامًا) ويقطن بمنطقة المنيهلة غرب العاصمة التونسية، وقد عرف بتردده على المدارس القرآنية بحي الانطلاقة القريب من المنيهلة وسجل تغيبه عن مقر سكناه منذ أشهر. وحسب مصادر إعلامية محلية، فقد تم استدعاء والدته وإخضاعها لتحليل البصمة الجينية للتأكد من تطابق الجينات بينها وبين جينات الجثة رقم 13 التي لم يحل لغزها إلى حد الساعة. وتختلف هذه الرواية اختلافًا جذريًا مع الإفادة التي قدمها هشام الغربي رئيس نقابة الأمن الرئاسي حول منفذ العملية الإرهابية الأخيرة، فقد أشار إلى أنه من سلك الأمن، وقد طرد منذ فترة من السلك الأمني بعد اكتشاف ميول متطرفة لديه. وقدمت بعض وسائل الإعلام التونسية الحرفيين الأصليين من اسم الأمني الذي قصده الغربي، وقالت إنه يحمل حرفي (ر.ح)، وهذان الحرفان لا يتطابقان مع اسم حسام العبدلي المقدم من قبل هذه المصادر الأمنية. وقالت المصادر ذاتها، إن المتهم يعمل بائعا متجولا وهو على علاقة بالإرهابي كمال القضقاضي المتهم الرئيسي باغتيال النائب البرلماني محمد البراهمي يوم 25 يوليو (تموز) 2013، وأضافت أنه يتبنى الفكر التكفيري، وأنه كان ينوي التحول إلى سوريا بغرض الجهاد. وعثر في منزله على مناشير تصف رؤساء الأحزاب السياسية بـ«الطاغوت» وتحرض على إباحة دم كل من لم يكفر الطاغوت. وأكدت المصادر الأمنية نفسها أن الصورة التي نشرها تنظيم داعش حول هوية الانتحاري المدعو أبو عبد الله التونسي، هي التي أدت إلى الكشف عن منفذ العملية الإرهابية من خلال ملامح العينين، ورجحت والدته تطابق الصورة التي نشرها «داعش» مع صورة ابنها بنسبة 90 في المائة.