لا تدري العجوز أم عاطف حقيقة شعورها وهي تجهز ابنها عاطف بسلاحه ليقف في حاجز "المختارية" الأكبر في جبل الأكراد بريف اللاذقيةشمال غربي سوريا والذي تم تفريغه من عناصر الجيش النظامي بعد أن تكفل أهالي الطائفة العلوية بحماية مناطقهم بأنفسهم. حواجز عديدة انتقلت إلى أيدي قوة جديدة شكلها العلويون تحت اسم "قوات الدفاع الذاتي"، هدفها حماية قراهم في الساحل السوري بعد أن أفرغها النظام من عناصر الجيش لسد النقص على الجبهات في جبل الأكراد. ترابط هذه القوة الجديدة على الطرق الواصلة بين قرى الساحل ذات الأغلبية العلوية والقرى التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة، مثل حاجز الزوبار وحاجزين آخرين قرب مدينة جبلة، حسب أم عاطف. وترى أم عاطف أن شباب الطائفة العلوية هم الأقدر على حماية مناطقهم وقراهم بعد أن فقدوا ثقتهم بأي مكون خارجي وإن كان الجيش النظامي نفسه، قائلة إنها "دفعت ابني للالتحاق بقوات الدفاع الذاتي التي تؤمن له تدريبا كافيا على حمل السلاح حتى يتمكن مع بقية شباب المنطقة من حماية قرانا". وأضافت أن "عناصر الجيش السوري يتوزعون في مناطق الاشتباك، وباتت مناطقنا تخلو من شبابها في حال تعرضنا لأي هجوم مباغت، ورغم شعورنا بالفرحة والاطمئنان بوجود قوات روسية في الريف لكننا نعلم أنها جاءت لحماية مصالحها في المنطقة فلا نثق إلا برجالنا وشبابنا". دبابة لقوات المعارضة مرابطة قرب منطقة النبي يونس في ريف اللاذقية(الجزيرة) وجهة نظر وتعكس أم عاطف التوجه القديم للطائفة العلوية للتسلح في مناطقهم، حسب الناشط الإعلامي عمار إبراهيم الذي يعتبر أن أغلب بيوت الطائفة تملك سلاحا فرديا واحدا على الأقل، مع مخزون كاف من الذخيرة. وتم تخريج أول دفعة من قوات الدفاع الذاتي في اللاذقية برعاية وزير الدفاع قبل أسبوعين تقريبا، ومهمتها تأمين القدر المناسب من الحماية وقت اللزوم، ولا دور لها حاليا في مساندة قوات النظام بمناطق الاشتباك الواسعة. ويضيف إبراهيم أن النظام بات الآن يستغل تدريبهم عبر وقوفهم في نقاط التفتيش والحواجز الأمنية المنتشرة في ريف اللاذقية بدل عناصر النظام الرسمية بشكل تطوعي مع انطلاق حملة واسعة ضد قوات المعارضة منذ خمسين يوما في ريف اللاذقية. أبو سالم محمود -من الفرقة الساحلية الأولى- يعتبر أن هذا الفراغ الذي خلفه الجيش النظامي بانتقاله لمناطق الاشتباك وتغطية النقص في صفوف جنوده استدعى استنفارا لدى العلويين وصل بهم إلى تجنيد الفتية دون الـ15 عاما والنساء، فضلا عن المتطوعين على غرار عاطف وأمثاله من الشباب.