يحضر 147 رئيس دولة وحكومة إلى باريس للمشاركة في افتتاح المؤتمر الدولي للمناخ بهدف إعطاء زخم للمفاوضات التي تبدأ تحت رقابة أمنية مشددة في أعقاب الاعتداءات التي شهدتها باريس مؤخرا.ويبغي المؤتمر التوصل إلى اتفاق عالمي لمكافحة الاحتباس الحراري. ومشاركة الدول في هذا المؤتمر، هي إحدى أهم التظاهرات الدبلوماسية التي تنظم خارج إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة.وكان مؤتمر كوبنهاغن في 2009 جمع 120 رئيس دولة وحكومة. هذا وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده مصممة على أن تكون على راس اوسع ائتلاف ممكن من أجل الحياة سواء لمكافحة الإرهاب بعد اعتداءات باريس الدامية أو لمكافحة الاحتباس الحراري ضمن واجبات وتعهدات مالية في حال وافقت دول العالم بالإجماع على اتفاق ملزم حول البيئة. نريد التوصل إلى اتفاق،وليس أي اتفاق،نبغي التوصل إلى اتفاق طموح وملزم،يمكن مراجعته بغية بلوغ الهدف المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري،ببلوغ درجتين مئويتين بحلول نهاية القرن أما إن لم تبذل الدول جهودا في هذا المجال وظلت الامور على ما هي عليه، فان الارتفاع قد يصل إلى أربع درجات أو خمس حسب مراقبين. وهذه الدول المئة والسبعون مسؤولة عن أكثر من 90 % من انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة. فتعد الصين أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات الملوثة. وقد تعهدت للمرة الأولى بأن تحد من انبعاثات غازات الدفيئة بحلول العام 2030 بالحد الأقصى، بعدما ظلت تمانع تعهدا كهذا بداعي ضرورات التنمية فيها. والصين أكبر مستهلك للفحم في العالم، وهو أكثر مصادر الطاقة تلوثا، ولكنها في المقابل أكبر مستثمر في مصادر الطاقة البديلة. وهي تنوي تخفيض انبعاثاتها من الكربون بنسبة تراوح بين 60 و65 % بحلول العام 2030 مقارنة مع ما كانت عليه في العام 2005. تعد الولايات المتحدة ثاني مصدر للتلوث في العالم، وهي تعتزم تخفيض انبعاثاتها بما بين 26 و28 % بحلول العام 2025 مقارنة مع ما كان في العام 2005. كما تعتزم روسيا تقليص انبعاثاتها بنسبة تراوح بين 25 و30 % بحلول العام 2030، مقارنة مع العام 2005. وتقول البرازيل: إنها تنوي تقليص انبعاثاتها بنسبة 43 % بحلول العام 2030 مقارنة مع 2005، معتمدة على تنويع مصادر الطاقة المتجددة. كما تعهدت الهند بتقليص انبعاثات الكربون بنسبة 35 % بحلول العام 2030 مقارنة مع ما كان في العام 2005. وتنوي الهند الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء بنسبة 40 %، بحلول العام 2030، لكنها تقر بعدم قدرتها على التخلي عن الفحم. وفي حال التزمت الدول فعلا بتعهداتها هذه على أكمل وجه، لن يكون بالإمكان الحد من الارتفاع في حرارة الأرض عند مستوى درجتين مئويتين مقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، بل عند ثلاث درجات، وذلك بحلول العام 2100. في حين قدمت كثير من الدول النامية خططا غالبا ما كانت مشروطة بالحصول على مساعدات. وكانت المكسيك أولى هذه الدول على مستوى العالم، والغابون الأولى في إفريقيا.ومن الدول القليلة التي اعتبرت مساهماتها كافية المغرب وإثيوبيا.