رفضت لجنة القيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم مزاعم رئيس الفيفا الموقوف جوزيف بلاتر بأنه لا يخضع لقواعدها وأن الجمعية العمومية هي الوحيدة التي تملك الحق في منعه من ممارسة مهام منصبه. وتواصلت فضيحة فساد بلاتر وميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة، وتجري السلطات السويسرية والأميركية تحقيقات جنائية بشأنها وأوقفت لجنة القيم الرجلين لمدة 90 يوما. وقد يواجه المسؤولان عقوبات أكبر عندما يصدر الحكم النهائي في القضية. وقد يحدث ذلك في الشهر المقبل. وفي مقابلة مع التلفزيون السويسري قارن بلاتر نفسه برئيس دولة قائلا إنه لا يمكن الإطاحة به إلا عن طريق البرلمان. وأكد بلاتر أن الجمعية العمومية لـ«الفيفا» التي تضم 209 أعضاء هي الجهة الوحيدة التي تستطيع أن تقرر مصيره. وقال بلاتر: «أنا لست مسؤولاً في الفيفا. أنا الرئيس المنتخب من الجمعية العمومية. إذا لم يوافق شخص على طريقة تأدية عملي فإنه يجب عليه الرجوع للجمعية العمومية التي انتخبتني». وردًا على سؤال أين يوجد في لوائح الفيفا ما يشير إلى أن الرئيس ليس مسؤولاً في «الفيفا» أجاب بلاتر: «عند النظر في تفسير اللوائح ستجدون أنها تقول إنني لست مسؤولاً في الفيفا». وتجري انتخابات رئاسة الفيفا الذي يضم 209 أعضاء كل أربع سنوات ويملك كل اتحاد وطني صوتًا واحدًا. وقال بلاتر: «من المهين لرئيس (الفيفا) أن تأتي لجنة القيم وتقول إنك موقوف وليس من المسموح لك بالذهاب إلى مكتبك مرة أخرى». وأضاف: «هذا مثل أوامر الشرطة، وهو أمر مؤلم، لكنه لا يقتلني. سأقاتل من أجلي ومن أجل (الفيفا)»، لكن آندرياس بانتيل المتحدث باسم لجنة القيم قال لـ«رويترز» أمس «ميثاق أخلاق (الفيفا) يطبق على أي شخص له علاقة بكرة القدم على مستوى العالم ولا توجد أي استثناءات من أي نوع لأي فرد». وتفجرت فضيحة الفساد في الفيفا في مايو (أيار) الماضي بعد أن اعتقلت الشرطة 14 مسؤولاً من بينهم نائبان لرئيس الفيفا في أحد فنادق زيوريخ بعد توجيه السلطات الأميركية اتهامات لهم. ويواجه بلاتر تحقيقا جنائيا في سويسرا بسبب مدفوعات بقيمة مليوني فرنك سويسري من الفيفا لبلاتيني في 2011 مقابل عمل أكمله المسؤول الفرنسي قبلها بتسع سنوات. وقال المحامي الخاص ببلاتيني يوم الثلاثاء الماضي، إن لجنة القيم أرسلت تقريرا للغرفة القضائية تقترح فيه إيقافه مدى الحياة. لكن بلاتر الذي يشغل منصب رئيس الفيفا منذ 1998 لم يكشف عن وجود توصية مماثلة من أجله. وقال بلاتر: «لا يمكنني تأكيد ما يحدث. هذا سري. سأصبح شخصا سيئا إذا أبلغتكم بهذا». وكان بلاتيني المرشح الأوفر حظا للفوز في انتخابات رئاسة الفيفا في فبراير (شباط) المقبل قبل خروجه من السباق، لكنه قد يعود مرة أخرى إذا ربح استئنافا ضد عقوبة إيقافه. من جهة أخرى، أعلنت لجنة القيم عن التبرع بـ48 ساعة يد فاخرة لمنظمة «ستريت فوتبول وورلد» غير الحكومية. وكان الاتحاد البرازيلي لكرة القدم أهدى هذه الساعات إلى عدد من مسؤولي كرة القدم من بينهم أعضاء باللجنة التنفيذية للفيفا ومجموعة من ممثلي الاتحادات الأعضاء الذين حضروا الكونغرس الرابع والستين للفيفا الذي جرى في البرازيل قبل انطلاق كأس العالم 2014. وقررت غرفة التحقيقات التابعة للجنة القيم بالفيفا العام الماضي، عدم فتح أي إجراءات أخلاقية رسمية في هذه القضية ضد المسؤولين الذين حصلوا على هذه الساعات شريطة قيامهم بإعادتها إلى لجنة القيم.