كشف الدكتور قاسم المعيدي رئيس الاتحاد السعودي للطب الرياضي أن هناك إحصائية يتم إعدادها هذا الموسم لرصد عدد الإصابات ونوعها وأسبابها بالنسبة للاعبين في الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم، على أن يتم الانتهاء من الإحصائية نهاية الموسم قبل أن يتم الإعلان عن نتائجها، معتبرا أن مثل هذه الإحصائية سيكون لها أثر في تجاوز المسببات للإصابات، والعمل على تقليلها على اعتبار أن القضاء على الإصابات في الملاعب بشكل كامل غير ممكن مهما تم الأخذ بالاحتياطات والتعليمات، خصوصا أن الألعاب الجماعية تحديدا وفي مقدمتها كرة القدم يكثر فيها الاحتكاكات المباشرة بين اللاعبين والسقوط العنيف على الأرض. وأقر المعيدي في حوار خاص لـ«للشرق الأوسط» بأن أرضية استاد الملك فهد الدولي بالرياض تسببت في سنوات مضت في إصابات الرباط الصليبي لعدد من النجوم الدوليين؛ مثل فؤاد أنور وفهد المهلل، كما اعتبر أن أرضية ملعب الملك عبد الله بن عبد العزيز بجدة (الجوهرة) غير مستوية بالشكل المطلوب، وقد تكون سببا في تعرض اللاعبين للإصابات الخطيرة. * بداية نود أن تعرفنا على هذا الاتحاد الذي ترأسه، وهل هو مختص فقط في طب لاعبي كرة القدم أم أنه شامل لكل الألعاب الرياضية؟ - طبعا هو اتحاد للطب الرياضي بشكل عام، سواء كرة القدم أو بقية الألعاب، ولكن لكون كرة القدم دائما ما يكون صيتها لاذعا، فهناك من يربط هذه اللعبة بأي جانب يخص الرياضة، ولا أخفيك أن كرة القدم ولاعبيها يأخذون الحيز الأكبر فعليا في نشاطات الاتحاد، حيث قمنا بالكشف على عدد من النجوم السعوديين وإجراء الاختبارات اللازمة لهم في أثناء فترات الإعداد للعودة إلى الملاعب أو بعد الإصابات التي تعرضوا لها مباشرة، فهناك عدة نجوم تم إخضاعهم للفحوصات والاختبارات مثل الحارس الدولي وليد عبد الله وسيف الحشان نجمي نادي الشباب، وكذلك نجم النصر إبراهيم غالب ونجم الاتفاق محمد كنو، وكذلك العطا الله حارس الأهلي وغيرهم على المستوى الفردي، وعلى المستوى الجماعي خضع جميع لاعبي نادي الخليج وللموسم الثاني على التوالي لفحوصات طبية واختبارات قبل بداية الموسم الرياضي، حيث كانت المرة الأولى الموسم الماضي وبعد نجاح التجربة تم ذلك مجددا قبل بداية هذا الموسم، وهذا ناتج عن ثقة من رأس الهرم بهذا النادي الذي يضم عددا من الألعاب المميزة، وخصوصا الفريق الأول لكرة القدم الذي يلعب للموسم الثاني على التوالي في دوري المحترفين السعودي ويقدم مستويات ونتائج مميزة. * لماذا التركيز على أندية المنطقة الشرقية، هل بكون المقر لاتحاد الطب الرياضي، أو بالأحرى موقع العمل لإجراء الفحوصات والاختبارات بجامعة الدمام له دور في ذلك؟ - بكل تأكيد موقع إجراء الاختبارات والفحوصات بجامعة الدمام له دور كبير، ومع ذلك استقبلنا وسنستقبل أي ناد سعودي وكذلك اللاعبين كما حصل مع عدد من اللاعبين الذين ذكرتهم وبعضهم من خارج المنطقة الشرقية، وبهذه المناسبة أشكر جامعة الدمام برئاسة الدكتور عبد لله الربيش وكل القيادات فيها على توفير كل الإمكانيات المطلوبة، وحقيقة ستكون شهادتي فيهم مجروحة لكوني أحد المنتمين لهذه الجامعة، ولكن أعتقد أن وجود مركز للفحص الرياضي المتكامل، وتوافر الأجهزة الحديثة ووفرة الخبرات والكفاءات الأجنبية والسعودية، يمثل وضعا فريدا ومميزا لجامعة الدمام لكونها الجامعة السعودية الوحيدة التي توفر هذه الإمكانات، وأتمنى أن يتماشى الطب الرياضي في السعودية مع التطور في الجانب الرياضي ونحن لا زلنا في بداية الطريق. * ما أهم خططكم في اتحاد الطب الرياضي للتواصل مع الأندية وتعزيز التواصل الإيجابي معها مما يجعل الفائدة تعم كل الأطراف وتكون الاستفادة الأكبر للرياضة السعودية؟ - لدينا خطة عمل كبيرة وطموحة لتعزيز التعاون مع الأندية الرياضية من خلال الزيارات لأندية الدوري السعودي للمحترفين، وكذلك عقد الندوات وإعداد الدراسات وغيرها، من المؤكد أننا حريصون على تعزيز التعاون، خصوصا أننا نظمنا ندوة كبيرة قبل أيام للاتحاد الآسيوي للطب الرياضي، وكانت هذه الندوة برعاية وحضور الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العلم لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية، وحظيت هذه الندوة باهتمام عدد من الأندية الكبيرة، حيث حضرها ممثلون عن أندية النصر والهلال والاتحاد والقادسية وهجر والخليج والفيصلي والاتفاق وغيرها من الأندية، وهذا مؤشر طيب جدا لكون الأندية لديها الرغبة فعليا في التعاون المثمر معنا في اتحاد الطب الرياضي السعودي، وأتمنى من إدارات الأندية أن تكون جادة في جلب أفضل الأطباء للعمل في أنديتنا السعودية وتجهيز عياداتها بأفضل الأجهزة والمعدات، لأن ذلك سيكون له أثر كبير في توفير كثير من المصاريف المادية الناتجة عن الإصابات والتي تعتبر من أهم أسبابها قلة الكفاءات الطبية، في وقت تصرف الأندية عشرات الملايين على اللاعبين، ويكون ضعف تأهيلهم من أهم مسببات خسارتهم لفترة ليست بالوجيزة، ويكون في المجمل النادي هو الخاسر الأكبر نتيجة إصابة لاعبه الفلاني الذي كان يمثل أهمية كبيرة في تشكيلة فريقه، لكنه لم يؤهل بشكل جيد أو أن تجهيزه لم يكن بالوضع المناسب وأثر على العضلات أو غيرها مما تسبب في خسران خدماته. وهناك برنامج تحت عنوان (+11) الذي يطبقه ويوصى به في الفيفا أثبت أن من استفادوا من هذا البرنامج قلت نسبة الإصابات لديهم بنسبة تتراوح مابين 30 إلى 70 في المائة، حيث يساهم ذلك البرنامج في الوقاية من الإصابة. * من خلال خبرتك الطويلة وممارستك المباشرة في العلاج في ما يتعلق بالإصابات الرياضية، ما أبرز مسببات إصابات الرباط الصليبي المنتشرة في الملاعب السعودية؟ - أسباب الإصابات متنوعة منها إصابات ناتجة عن سوء التغذية والسهر؛ إذ إن هناك دراسات تقول إن من ينام أقل من 8 ساعات يوميا معرض بنسبة تزيد على 2 في المائة للإصابة من الذين ينامون هذا الوقت، وأيضا عدم تقوية العضلات بالشكل المطلوب من خلال مختصين في هذا المجال، وأيضا هناك إصابات تنتج عن سوء أرضية الملعب الذي حصلت فيه الإصابة، وهناك إصابات قد تقتصر أسبابها على تعرض اللاعب للعب العنيف كما حصل مع إبراهيم غالب وأحمد الفريدي، حيث كانت الإصابات بقطع في الرباط الصليبي للاعبين نتيجة التعرض للعب العنيف من الخلف مما سبب القطع المباشر للأربطة، وهناك أيضا لاعبون عاودتهم إصابة الرباط الصليبي خلال فترة وجيزة من الإصابة التي سبقتها، كما ذكرت بحدوث إصابتين خلال 3 مواسم على الأقل، وهذا يعود إلى عدة أسباب من أهمها أن تكون العملية الأولى التي أجريت للاعب غير ناجحة، أو أن التأهيل لم يكن بالشكل المطلوب وعاد اللاعب للملاعب قبل أن يكون جاهزا تماما، لأن هناك أمرا شائعا أن اللاعب يمكنه العودة للملاعب بعد ستة أشهر من إجراء عملية الرباط الصليبي وهذا خطأ، المقياس لعودة اللاعب هو الجاهزية الطبية والبدنية التامة من خلال اختبارات العضلات وليس الوقت، كما لا يمكن تجاهل أن بعض أرضيات الملاعب لها دور في حصول إصابات، وهذا ثابت منذ سنوات ولا يمكن تجاهله كأحد الأسباب الرئيسية. * هل تتفق مع من يقول إن طريقة الجلوس (التربع) أثناء تناول الغذاء أو ممارسة بعض الألعاب الشعبية مثل (البلوت) من أسباب الإصابات بالرباط الصليبي للاعب السعودي، كما ذكر ذلك مختصون في وقت سابق؟ - نعم طريقة الجلوس بتربيع القدمين من أهم الأسباب لأن هذه الطريقة من الجلوس تضغط (الصابونة) بعضلة الفخذ والساق تقلل وصول الدم لبعض المناطق الحيوية في الخلف مما يسبب في خشونة الركبة مما له أثر في التعرض لقطع في الرباط، ولكن هذا كما ذكرت جزء من الأسباب المختلفة بكل تأكيد من حالة لأخرى. وهناك دراسة طبية في هذا المجال عن وضع اللاعب العربي وأسباب تفشي هذا النوع من الإصابات. ولا يفوتني ذكر عامل مهم وهو ضعف العظام لقلة فيتامين (د) والكالسيوم والذي يعد التعرض للشمس من أهم جلبه للجسم، ولكون غالبية المباريات تقام في المساء بعد غروب الشمس وكذلك عدم وجود تمارين في فترة ظهور الشمس له أثر سلبي في قوة العظام؛ إذ إن التعرض للشمس والتزود منها بالفيتامينات أمر ضروري، مع أهمية التفريق بين الشمس التي قد يسبب التعرض المباشر لها لأخطار صحية خصوصا في فصل الصيف. * هناك أحاديث كثيرة عن أن استاد الملك فهد الدولي بالرياض يعد من أسوء الملاعب من حيث الأرضيّة المزروعة بالعشب الطبيعي، حيث اتهمت من أكثر من نجم أو حتى ناديه بالتسبب في إصابات الرباط الصليبي، هل توافق من قال ذلك سابقا على درة الملاعب، وحاليا يُتهم ملعب (الجوهرة) بالاتهام نفسه؟ - بكل تأكيد سوء أرضية ملعب الملك فهد الدولي وتسببه المباشر في تعرض لاعبين للإصابات بالرباط الصليبي (ثابت) ومؤكد، وهناك لاعبون من نجوم الكرة السعودية مثل فؤاد أنور وفهد المهلل تعرضوا لهذا النوع من الإصابات في هذا الملعب الذي يعتبر ولا يزال من أفضل الملاعب في السعودية والوطن العربي، وأثناء عملي مع الأندية والمنتخبات سابقا وقفت على وجود عيوب كبيرة في الأرضية، أما بالنسبة لملعب الملك عبد الله بن عبد العزيز أو الجوهرة فأتفق مع كل من قال إن أرضيته سيئة بكونها غير مستوية، حيث توجد فراغات وقد تكون تسببت أو ستكون من أسباب تعرض لاعبين سعوديين أو أجانب لإصابات خطرة. وسبقني في هذا الرأي كثير من الأشخاص وأنا أوافقهم من باب القناعة؛ لأنني شاهدت سوء الأرضيّة بنفسي. * هل ترى أن خطوة اعتماد زراعة الملاعب بالعشب الصناعي موفقة أم أنك تؤيد من يطالب بالعشب الطبيعي؟ - لكل نوع من العشب خصائصه، ولكن من أسباب الإصابات في العشب الصناعي هي قوة الاحتكاك بين قدم اللاعب والأرضية، وفي الملاعب الطبيعية أقل أعتقد أن العشب الصناعي ليس بأفضل من العشب الطبيعي لكون الاحتكاك فيه يكون أكبر بين قدم اللاعب والأرضية، كما أنني وقفت شخصيا على ملاعب في إسبانيا أثناء معسكر للمنتخب السعودي في إحدى الفئات السنية، وشاهدت آثار حروق وجروح وإصابات قوية بسبب العشب الصناعي، وهذا لا يعني عدم وجود مشاريع ناجحة مزروعة بالعشب الصناعي، وهناك ملاعب تقام عليها مناسبات كبرى، وحتى العشب الطبيعي به مشكلات، ولكنها أقل قياسا بالعشب الصناعي الذي قد يمتاز بسهولة صيانته قياسا بالعشب الطبيعي.