خطا 120 طبيبا من مختلف أنحاء العالم خطوة غير مألوفة، وذلك بالاتحاد معاً على أمل إقناع بعض شركات صناعة الأدوية الكبرى بتخفيض أسعار أدويتها. جاء ذلك في مقال مشترك كتبه الأطباء والباحثون المتخصصون جميعاً في أمراض سرطان الدم النخاعي، في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية لأمراض الدم. واتسمت عبارات المقال بعبارات تأنيبية قاسية ضد شركات الأدوية الكُبرى التي تتركز بشكل خاص في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وسويسرا، وفرنسا، وألمانيا، وقد ظهر أول رد فعل من شركة نوفارتيس السويسرية للصناعات الدوائية والصيدلانية. وقال الأطباء في مقالهم: إن أسعار العقاقير المستخدمة في علاج أمراض السرطان فلكية وفوق طاقة التحمل، ووصفوها بأنها غير أخلاقية، وأضافوا أن وضع سعر عال لدواء مطلوب بإلحاح ولا بديل له لإبقاء شخص ما على قيد الحياة هو استغلال شنيع يُماثل رفع أسعار السلع الأساسية عقب وقوع كارثة طبيعية. وإلا ماذا يعني تجاوز تكلفة بعض عقاقير السرطان المُنقِذة للحياة الـ 100 ألف دولار في العام؟ وفي الوقت الذي أكدوا فيه أن تكلفة عقاقير أغلب أمراض السرطان عالية، ركَّزَ الأطباء على أفضل ما يعرفون، وهي أدوية سرطان الدم النخاعي، مثل كليفيك الذي تنتجه شركة نوفارتيس السويسرية العملاقة لصناعة الأدوية والمواد الصيدلانية، ويحقق لها أرباحاً ضخمة. ومِن بين كُتَّاب المقال، برين دروكر، الذي كان من أبرز الأطباء الذين طوَّروا عقار كليفيك، الذي أعطى رخصة إنزاله إلى الأسواق، أما رئيس المجموعة فهو الدكتور هاكوب كانتارجيان رئيس قسم سرطان الدم في مركز أندرسون الطبي في مدينة هيوستن. وينتمي هؤلاء الأطباء إلى 15 دولة موزعة على القارات الخمس، ثلاثون منهم من الولايات المتحدة. وألمح الأطباء إلى أن دواء كليفيك دخل إلى الأسواق عام 2001 بسعر 30 ألف دولار في العام داخل الولايات المتحدة، لكن منذ ذلك الحين ارتفع سعره ثلاثة اضعاف ليقارب الآن 100 ألف دولار، وأشاروا إلى أنه على الرغم من مواجهة كليفيك منافسة من خمسة عقاقير أحدث منه، إلا أن نوفارتيس لم تخفِّض سعر عقارها، لأن العقاقير الخمسة الجديدة هي أغلى سعراً. وردَّت نوفارتيس من مقرها في مدينة بازل بأنَّ سعر العقار يعكس التكلفة العالية للبحوث التي أجريت لتطويره، ولقيمته بالنسبة للمريض، وأوضحت أنه في الوقت الذي تُطيل كثير من أدوية السرطان المنافسة ذات الأسعار العالية من عمر الإنسان لبضعة أشهر فقط، كمعدل متوسط، فإن كليفيك يُبعد حُكم الموت على المصاب بسرطان الدم تماماً، ويحوِّل مرضه إلى مجرد مرض مزمن كمرض السُكَّري. وأكدت الشركة أن استثمارها في عقار كليفيك ما زال مستمراً حتى بعد حصولها على براءة الاختراع وتسويقه بهدف توسيع استخداماته في معالجة أمراض أخرى، مشيرة إلى أنها تقدم سنوياً عقاريّ كليفيك وتاسينا مجاناً لخمسة آلاف مريض أمريكي غير مؤمَّن صحياً، أو أن تأمينه لا يُغطي تكاليف علاجه، وأنها قدمت حتى الآن، عقارات مجانية لأكثر من 50 ألف شخص في البلدان ذات الدخل المنخفض.