تعيش الدولة عرساً وطنياً وفرحة تعمّ الأرجاء بمناسبة اليوم الوطني 44، تتنافس خلاله المؤسسات والأفراد في التعبير عن مشاعر وطنية سامية وممتدة منذ ميلاد دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر/كانون الاول عام 1971، لترسم للعالم لوحات من الولاء والانتماء تُعلّق على جدران ذاكرة التاريخ، وتمهد الطريق نحو مستقبل آمنٍ ومشرق. من أصالة الأرض والذاكرة ظل الاحتفال راسخاً، ومن حداثة المكان والزمان أصبح للتغني في حب الوطن معنى آخر يدركه أبناء الدولة، فالصغار والكبار والمؤسسات والأفراد والمواطنون والمقيمون، يتنافسون جميعاً في حب الوطن ويتشاركون في رفع الصور والأعلام في المسيرات، وفي تزيين البيوت والسيارات، وفي صنع الحلويات بمختلف أشكال وألوان العلم الإماراتي. وتزين أهازيج الصغار وفرحتهم أجواء الاحتفالات، ويظهر ذلك على ملابسهم وأكسسواراتهم التي استوحت أفكارها من هذه المناسبة السعيدة، ويهدف اليوم الوطني إلى تعزيز الهوية الوطنية من خلال ربط الصغار بماضيهم وتزويدهم بجرعات من المعلومات عن بلدهم الآمن الذي يشهد ازدهاراً في جميع المجالات. وتنظم المدارس فعاليات وأنشطة متنوعة تعزز من خلالها الهوية الوطنية للطلبة، وتحفز لديهم حبه والدفاع عنه، من خلال تقديم العديد من الفقرات المسرحية والاستعراضية الهادفة والمسابقات العديدة التي يشارك فيها الجميع، من طلبة وأولياء أمور، وكذلك تنظم معرضاً فنياً وتراثياً وكرنفالاً وطنياً، يضم العديد من الأعمال اليدوية واللوحات الفنية. وتشارك مدرسة دبي الوطنية، مع بلدية دبي وقسم التراث العمراني وقيادة شرطة دبي وبعض الجامعات، من خلال تقديم فقرات منوعة كإلقاء الشعر، إلى جانب أوبريت الشهيد ورقصات تراثية ومسابقة أجمل زي، كما تنظم ورش عمل للطلبة لإعداد أجمل بطاقة لروح الشهيد. وتقول الطالبة نورة أكرم من الصف الرابع: أنتظر هذا اليوم من كل عام بفارغ الصبر، لأننا نحتفل في المدرسة بطريقة مميزة مع صديقاتي وألبس أجمل الثياب الوطنية وأتناول المأكولات الشعبية اللذيذة. وتعبر الطالبة ليان هاني من الصف الثالث، عن فرحتها باليوم الوطني الذي يتميز بالإلقاء والخطابة، كما أعدت قصيدة خاصة للدولة، ويوم الشهيد وألقتهما في حفل المدرسة. ويشارك الطالب أمير سامح من طلبة المرحلة الابتدائية، في استعراض عسكري في المدرسة. ويقول: أفتخر أنني أعيش في الدولة بلد الأمن والآمان، والزي العسكري الذي أرتديه يشعرني بالانتماء ويعزز لدي حب الدفاع عن أرض هذا الوطن الغالي، ونحن زرنا أحد منازل الشهداء مع مجموعة من طلاب صفي في إمارة عجمان وقدمنا لهم واجب العزاء مفتخرين بأبنائهم الشهداء. الطالبة نورة الأهلي تعبر في ابتسامة عن اشتياقها لفعاليات اليوم الوطني، إذ شاركت برقصة إماراتية، كما جهزت ملابس تراثية مميزة وبطاقة تهنئة قدمتها لمعلماتها بمناسبة اليوم الوطني. تقول: أحب احتفالات المدرسة بهذا اليوم فهو فرصة للتعبير عن فخرنا بالدولة وقيادتها. ويؤكد الطالب سالم العلي، أنه يشارك كل سنة بشيء مختلف، سواء بإلقاء قصيدة أو المشاركة في اليولة أو بمسرحية في احتفالات المدرسة باليوم الوطني، ولكن هذه السنة اختلفت، فكان الاحتفال باليوم الوطني وإحياء يوم الشهيد في الوقت نفسه ما جعل سعادتي مضاعفة بهذا الإحساس المضاعف بقوة الهوية الوطنية داخلي. هيفاء الصمادي، المشرفة العامة على الأنشطة الطلابية في مدرسة دبي الوطنية، تقول: رسالة ورؤية المدرسة تتمحور حول تعزيز الهوية الوطنية لدى أبناء الدولة والمقيمين عليها، ومن خلال مكتب الأنشطة في المدرسة نعزز لدى أبنائنا حب الأرض والوطن وروح الانتماء والعطاء لإماراتنا الحبيبة، ففي ظل القيادة الرشيدة نحن نسير على خطاها ونحمل رسالتها العظيمة من خلال إعطاء الفرصة للطلبة في تقديم أجمل ما لديهم للوطن في تلك الاحتفالات. وتضيف: الجميع يستمتع بالفعالية والأغاني الوطنية، كما تعاون الأهالي بقوة في إنجاح الحدث، وتبرعت مجموعة منهم بركن الأكل الشعبي، فضلاً عن الخيمة الشعبية التي أقيم فيها الحفل، وهذا دليل على حماس الجميع وتفاعلهم مع احتفالاتنا، ما دفعنا إلى إقامة عدة أركان وزاويا ذات هدف مدروس، فإلى جانب ركن الحناء والمأكولات الشعبية كان الرسم والألعاب الحديثة، ومن خلال ذلك أوضحنا ما ننتهجه في حاضرنا، في إطار ترفيهي، إذ إن الحداثة حاضرنا مع التمسك بماضينا، فهو جذورنا والأساس الذي نرتكز إليه. وفي إطار العملية التربوية وبما يتناسب مع الفئة العمرية، جرى تدريب الأطفال على بعض فقرات الحفل، لإشراكهم وإكسابهم مهارات جديدة، بحسب الصمادي، وشكَلوا علم الدولة من بصمات الأيدي، كما كونوا علماً آخر بطريقة القص واللصق، وتعرفوا إلى معنى الاتحاد والهدف منه، إلى جانب العادات والتقاليد وروح التعاون التي تسود الجميع. وتقول: يأتي احتفال هذه السنة مزيجاً بين اليوم الوطني ويوم الشهيد، وتنوعت فقرات احتفالاتنا لتنطلق من قواعد مبادئنا وقيمنا الحميدة التي نستمدها من دستورنا وديننا ورغبتنا في غرس الانتماء والهوية الوطنية لدى أبنائنا وتعريف الجميع بمفردات التراث الإماراتي إلى تاريخ الدولة وبيئتها. فالاحتفال شكّل يوماً مفتوحاً متنوعاً، جمع بين أصالة الماضي وتطور الحاضر، وتعلم الأطفال خلاله أن تراث الأجداد يواكب التقدم الحضاري الذي تشهده الدولة، كما هدفنا إلى تعريف الصغار إلى مجموعة الأساليب التعليمية في قالب ترفيهي، فلم يخلُ اليوم من حكايات وقصص تعليمية مستقاة من حضارتنا الإسلامية، توضح رؤية الاتحاد القوية وقربنا الأطفال من فكر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي كانت له رؤية حكيمة وثاقبة في إقامة الاتحاد.