العنف عند الاطفال كما يصفه الدكتور طلعت حسن سالم هو عنفان عنف مرضي وعنف مكتسب، فالعنف المرضي هو الذي يحدث نتيجة لإصابة الطفل بأمراض نفسية معينة، تدفعه للتعبير عن رغباته بوسائل غير طبيعية، ويمكن تميزه عن العنف المكتسب من خلال عدة ملاحظات أهمها، إيذاء الطفل لنفسه أو إيذاؤه للأطفال الآخرين بصورة مفرطة وغير طبيعية. واما العنف المكتسب والذي يعنيني في المقال هو يحدث نتيجة تأثر الطفل بالبيئة المحيطة به. وشباب اليوم هم أطفال وناشئة الفترة السابقة وقد تم تأثير البيئة المحيطة بنا على سلوكنا وبرزت كتصرفات في مختلف حياتنا وأتذكر في صغرنا لم تكن التلفزيونات بذاك الانتشار في البيوت وكنا نشاهدها إما في بيوت الجيران أو في السينما مع أحد أفراد العائلة وكانت الافلام التلفزيونية وأفلام السينما لم يشوبها عنف تجاه الآخرين، ولذلك من الملاحظ بالنسبة لي أن جيلنا كان جيلا هادئا بصورة واضحة ولم تنتشر الجريمة واساليبها المتنوعة وكذلك موقف جيلنا الحالي مع الزوجة والاولاد تم بصورة تراتبية حيث لم نجد حضور الازواج في المحاكم بالكثرة الظاهرة وهناك تماسك أسري. ولا اريد أن اطنب في هذا المجال لان الذي يهمني ما طرأ على الشباب في العشرين سنة الاخيرة من عنف متزايد في الاسرة بين الازواج وزوجاتهم مما تسبب في التلاسن والضرب والطلاق حيث زادت النسبة بشكل ملفت للنظر ومما يبدو لي أن مجتمعاتنا الخليجية اكتسبت العنف الاسري مما يشاهده في تلك المسلسلات سواء خليجية أو عربية من دول خارج الخليج العربي وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد في رمضان الاكثار من المسلسلات التي تبين العنف الاسري من ضرب وانفصال وطرد ويسبقه بكاء وغيره من الامور مما رسخ في ذهن الاطفال دور الرجل وقدرته على اتباع جانب العنف مع زوجته لان معظم تلك المسلسلات تستعرض مثل ذلك حتى حصلت أمور في مجموعة من الاهالي وحسب متابعتي نفس ما يتم عرضه في تلك المسلسلات واصبحنا نسمع من قضايا طرد وعنف وتشتت للاطفال. وقد زادت النسبة ومما يدل على ذلك أجد أن جيلنا متماسكا بصورة كبيرة إلا من قضايا محدودة وأما القضايا التي ملأت المحاكم الشرعية والمدنية روادها من جيل ما بعد عرض المسلسلات التي تركز على العنف الاسري. وقد أشار الكاتب حسين علي الحمداني في موقع مؤسسة الحوار المتمدن في مقالته اسباب العنف عند الاطفال أن هنالك آثارا سلبية ناتجة عن مشاهدة أفلام العنف سواء ما كان منها تلفزيونيا أو عبر الألعاب الالكترونية، يجب أن يقوم الوالدان المربون بدورهم الفعال للحد من هذه الظاهرة السيئة بين الأطفال ونتمنى أن يتم عرض مسلسلات تبين الوئام بين الاسر ومعالجة الخلافات بصورة هادئة وليس باتخاذ العنف مما يساعد الناشئة على تتبع ذلك في شبابهم. ] عبدالله حسن