عقيل حامد يشهد العالم في هذه الأيام صراعات كبيرة وتحالفات جديدة كانت بالأمس القريب محالة المنال، تحالفات غريبة عجيبة لا تحقق إلا مصالح الدول الكبرى والقوى العظمى على حساب شعوب وجماجم الفقراء والأبرياء، وما يهمنا هو أن الخليج العربي ليس بمأمن عن هذه التحالفات والصراعات خاصة بعد تغير موازين القوى العالمية وظهور قوى جديدة تريد أن تفرض سياستها ونفسها بالقوة على الساحة العالمية وخاصة العربية منها. ومما لا شك فيه أن الخليج العربي هدف لتلك القوى ومقصد لكل من يبحث عن الطاقة والخيرات بكل أنواعها، فالخليج عامر بالطاقات البشرية والعقول الفكرية والأموال الزكية التي هي نعمة من الله تعالى لأهله من غير حول ولا قوة لهم فيها، أهله اختصهم الله تعالى لحمل دينه وحمايته ونشره وكفالة وحماية بيته الحرام وخدمة حجيج بيته على مر العصور والأجيال، فالخليج مقصد الملايين من الناس من مسلمين وغيرهم كما هو مقصد أعداء الله للنيل من بيته الحرام ونبيه عليه الصلاة والسلام، فالخليج أعداؤه صنفان أولهما طلاب المال والدنيا ونعيمها والثاني طلاب الصراعات العقائدية والفكرية والثارات الدينية والوثنية. فمنطقة الخليج تضم الحرمين الشريفين بيت الله الحرام ومسجد وقبر النبي عليه الصلاة والسلام فلها قدسية خاصة لم تنلها أي منطقة أخرى في العالم فهي مهبط الوحي ومنبع الرسالات ومهد الحضارات، فلا غرابة أن تنال هذه المكانة السامية في العالم وقبلها في عقول وقلوب الشرفاء من الناس، ولهذا فإن الخطر المحيط بالخليج كبير ومن ناحيتين عقائدية ودنيوية والمؤامرات التي تحاك عليه خطيرة وعالية الدقة والمتانة وتحدث بسرية تامة فهل أدرك القائمون عليه خطر هذه المرحلة والمرحلة التي تليها؟ ووضعوا الخطط والحلول المناسبة لمواجهتها، وليعلموا أن الفرقة شر وعذاب و شعار أعداؤنا فرق تسد، فلنعمل بقول الله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) آل عمران 103، ورسول الله يقول (الجماعة رحمة والفرقة عذاب)، فهل سينتقل أهل الخليج من التعاون إلى الاتحاد قبل فوات الأوان.