قسم المتابعة الإعلامية بي بي سي ناقشت صحف عربية اليوم النتائج المحتملة للخلاف بين موسكو وأنقرة بسبب إسقاط تركيا طائرة روسية بدعوى دخولها المجال الجوي التركي. وبينما اتفقت معظم الجرائد على أن التطور الأخير سينعكس على التوازنات الإقليمية، اختلفت فيما بينها على ردة فعل روسيا، إذ اعتقد البعض أنه سيكون ردا عسكريا يجر المنطقة لحرب، ورجح البعض الآخر رداً غير مباشر. وفي الوقت ذاته انتقد بعض الصحف السعودية والقطرية ضعف البنية التحتية وعدم كفاية الاستعدادات للأمطار الغزيرة التي أغرقت بعض المناطق. روسيا لا تنوي الحرب وتقول جريدة الثورة السورية الموالية للحكومة في افتتاحيتها إنه ربما لم يكن أحد يستطيع أن يحدد بدقة ما هي ردة الفعل الروسية، ولكن لا تتوقف التداعيات الناتجة عن الحماقة التركية غير المسبوقة، على ما ظهر من مشاهد متدرجة ... بقدر ما ترتبط بما هو محتمل في سياق ما يتراكم في الزوايا الخلفية وعلى الجبهات غير المنظورة، التي تؤشر إلى ارتدادات تتجاوز ما جرى. أما راجح الخوري في جريدة النهار اللبنانية فيقول: كل هذا يعني أن الصراع العسكري مفتوح على مداه، وأن بوتين الذي اقتحم المنطقة بقرقعة السلاح بادئاً بإنذار الأمريكيين بإخلاء الأجواء السورية خلال ساعة، مطلقاً صواريخ كروز من بحر قزوين في عرض للقوة (أصاب أحدها إيران) فارضاً إقفال الأجواء في لبنان والعراق وأربيل، ينزلق بأسرع مما توقع الكثيرون إلى نزاع طويل ومكلف لن يكون في النهاية لا لمصلحة روسيا ولا لمصلحة سوريا والمنطقة. محتجون أتراك احتشدوا أمام السفارة الروسية في أنقرة ويري صالح القلاب في جريدة الرأي الأردنية أن إسقاط الطائرة الروسية أهم تطورٍ طرأ على الأوضاع المتفاقمة في سوريا، التي هي في حقيقة الأمر قد أصبحت بعد نحو خمسة أعوام من التصعيد المتواصل ومن التدخلات الخارجية، تهدد بحرب إقليمية قد تصبح، إذا لم يتم اللجوء إلى العقول بدل اللجوء إلى أسلحة الدمار الشامل، حرباً كونية وبصيغ متعددة وكثيرة. ويتوقع معتز بالله عبد الفتاح في جريدة الوطن المصرية أن كل هذا يُعقّد المشهد فى سوريا، ويجعل الحديث عن حل سلمى محتمل، مسألة شبه مستحيلة فى المستقبل المنظور، ولا يستبعد أن تلجأ روسيا إلى دعم حزب العمال الكردستانى لإثارة القلاقل داخل تركيا كشكل من أشكال الانتقام. وتستبعد عائشة سلطان في جريدة الاتحاد الإماراتية تفاقم الصراع، إذ تقول: في الساعات المقبلة ستتأزم الأمور أكثر بين أنقرة وموسكو وسيتبادل الطرفان الاتهامات، لكن السياسة ستتفوق على الهذيان الذي يملأ الفضائيات، ولن تتطور الأمور أكثر من ذلك، وربما جلس الطرفان وحلا الأزمة بالطرق الدبلوماسية. ويشاركها التوقع جريدة الشروق المصرية التي تقول في عنوانها الرئيسي: روسيا ’تطوق‘ تركيا بالصواريخ ولا تنوي الحرب. وتضيف جريدة الرياض السعودية في افتتاحيتها: بالرغم من أن حدة التصريحات الصادرة بين الطرفين تعكس توتراً شديداً لاسيما مع مطالبة الرئيس الروسي مواطنيه بعدم التوجه إلى تركيا، إلا أنه لا يبدو في الأفق أن أزمة مقاطعة اقتصادية بين تركيا وروسيا قد تحدث بين البلدين، إذ إن غالبية المشروعات التي أرسيت مؤخراً بين الجانبين ذات طابع استراتيجي. أمطار الدوحة والرياض وينتقد محمد بن سليمان الأحيدب في جريدة عكاظ السعودية المقارنة بين أجواء السعودية ولندن - بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت على السعودية وقطر - بسبب اختلاف طرق التعامل مع الأزمة. ويقول الأحيدب: في لندن لا تغرق الأنفاق بسبب المطر كما هي الحال في الرياض ولا تغرق الأحياء اللندنية والسيارات والممتلكات كما يتكرر في جدة ولا يخر مطار ولا يغرق مستشفى كما في تبوك وبريدة ولو حدث ذلك فإن البرلمان لن يتركه ويناقش بيض الحباري! ونشرت جريدة الجزيرة السعودية كاريكاتيرا يصور خيمة تتقاذفها الرياح في البحر ويخرج منها صوت يقول: آلو .. الدفاع المدني .. معك أبو صالح! نفس المكان ونفس الوادي الله لا يهينكم. أما جريدة الراية القطرية فتقول في افتتاحيتها: فضحت أمطار الخير التي هطلت بكمية كبيرة على الدوحة أمس وفي وقت وجيز مدى ضعف البنية التحتية بلا استثناء في الدوحة خاصة والمناطق الخارجية عامة. وتضيف: هل يعقل أن منشأة ضخمة كمطار حمد الدولي الذي لم يمض على افتتاحه عامان وتكلف مليارات الدولارات، يصبح في نصف ساعة من المطر الغزير، شلالاً من المياه وبركاً للسباحة؟