تعدّ الثروة البشرية أهمّ الثروات التي تعتمد عليها جميع الدول، خاصة المتقدمة، لما لها من دور رئيس في النهوض باقتصاداتها، وجعلها دولا تصدر فائض حاجاتها من كثير من الصناعات الأساسية، إضافة إلى تصدير عقول فاعلة للدول النامية. ونحن هنا، وللأسف، لا نعير هذه الثروة الأهمية الكافية! أتمنى من وزارة العمل أن تجد الطريقة الفاعلة لفتح نظام العمل بالنظام الجزئي لكل الفئات العمرية والعاملة، والتركيز هنا على المتقاعدين ذوي التحصيل العلمي والعملي. فهناك آلاف من المتقاعدين الحاصلين على شهادات عليا وخبرة واسعة في مجالات عدة، يتمنون ألا يكون السن عاملا مقيدا لمن يرغب في العمل، لإحساسه بالقدرة على العطاء لخدمة هذا الوطن الذي لم يبخل عليه بشيء. فهذه الفئة من المجتمع لديها الخلاصة الفاعلة التي يسعون إليها في الدول الصناعية المتقدمة، ويفتحون لها كل المجالات للاستفادة من تحصيلهم خلال سنين عملهم. فما أرجوه أن يُطرح هذا الموضوع على العقول الواعية لتعاطيه بكل جزئياته بشكل واسع وبعمق، لما له من أهمية كبيرة في النهوض بهذا الوطن، لجعله وطنا حضار يعطي ثروة البلد الأولى المكانة التي تستحقها، ليجني ثمارها بالغد. وفّق الله الجميع لما فيه خير ورفعة هذا الوطن الغالي علينا جميعا، وسدد خطى قادتنا، حفظهم الله جميعا.