طرح الباحث صالح الصاعدي، في محاضرته في نادي أبها الأدبي بعنوان «جدلية المثقف في الرواية السعودية»، نظريتين حول المثقف، الأولى: نظرية المثقف العضوي والتي اهتم بها غرامشي، والأخرى نظرية حديثة أو ما بعد حداثية قعد لها علي حرب في كتابه «نقد المثقف» وسماها «المثقف الوسيط». وتناول بعض الآراء الأخرى حول علاقة المثقف والمجتمع البعيدة عن هاتين النظريتين، مثل المثقف الشعبوي والمثقف النخبوي عند عبدالإله بلقزيز، والمواقف الثلاثة عند أحمد حجازي، وهي الإعلان، والتحليل، والتغيير، واعتبر من خلال ذلك أن مصطلح المثقف لا يزال إشكاليا، فكل تعريف للمثقف ينبني على تصورات تنظيرية فكرية بناء على تاريخ ثقافي. وأضاف أنه من خلال هذا التحليل السريع لعلاقة المثقف بالمجتمع، وجد بأن المثقف يكون بين أمرين، إما الإتيان بنظرية تهتم بأن المثقف متسلطا على المجتمع، أو محاولة إزالة سلطة المثقف، وقال بأن المثقف في الرواية السعودية مثقف حزبي في الغالب، ينتمي إلى الحزبية التي تختلف بحسب المراحل الفكرية، والنوع الآخر مثقف هاوٍ لا يمثل إلا صورة ضئيلة في الرواية السعودية، والنوع الثالث المثقف الذاتي المنطوي على ذاته ويبحث عن اهتماماته. ورأى بأنه وجد نوع آخر من المثقفين إزاء المثقف الحزبي، وهو المثقف الديني الذي لا يرى الخلاص للمجتمع إلا من خلال أفكاره التي يؤمن بها فقط، واعتبر أن هذه الصورة تم تناولها في جانبها السلبي من خلال الرواية السعودية كـ«ردات أفعال»، مع إهمال تناول المثقف الديني الذي تطورت أفكاره وتحولت، مشيرا إلى إن تلك الأعمال اختزلت المثقف الديني، واعتبر أن ذلك إشكال في التحليل الفكري لعلاقة المثقف الديني بالمجتمع ومحاولة تلمس التطورات الفكرية عنده.