عبد السلام الثميري –الاقتصادية-سفراء: لم يتمالك عدد من عاملات النظافة في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض من حبس دموعهن، وهن يرون طالبات قسم علم النفس، يقدمن الدعوات لهن لحضور حفل تكريمي ليس لتنظيف وتهيئة المكان، بل ليكن رعاة الحفل وضيوفه، والطالبات يقمن بخدمتهن، فالحفل أعُد لهن ومن أجلهن. فأعينهن .. شعار الحفل الذي خصص لتكريم عاملات النظافة من قبل عدد من طالبات وأستاذات الجامعة، نظيراً لجهودهن في مساعدتهن طيلة تواجدهن في قاعات الدراسة لتهيئة بيئة دراسية جيدة، وذلك في أجواء سادتها المرح والسرور على محيا عاملات النظافة والمشاركات، حيث شمل الحفل فقرات ترفيهية وإفطارا وتكريما للعاملات. وقالت المشاركات إنهن أردن من خلال مبادرة فأعينهن لتكريم شخصيات لهن دور في المحافظة على البيئة، وإنهن أردن أن يقلن للعاملات إنهن في البال، وإنهن لسن عاملات بل هن من يصنعن جمال جامعتهن. وأكدت بشرى إبراهيم الزعبي أستاذة مادة التأصيل والمشرفة على البرنامج، أن الفكرة تهدف إلى تثمين الجهود التي تبذلها هذه الفئة، وتقدير جهودهن، وتعزيز قيمة احترام الآخرين وعملهن في نفوس الطالبات، مهما كانت تلك المهنة. وقالت بشرى إبراهيم: إن الفكرة قدمت من عدد من الطالبات، محاولة منهن لتغيير نظرة المجتمع الدونية لعاملة النظافة، فهي تفتقر لأبسط حقوقها، حتى بالنسبة للكلمة الطيبة، فهن يقدمن خدمات، وعلينا إعطاؤهن اهتماما واحتراما أكبر، خاصة أن الظروف المعيشية الصعبة هي التي دفعتهن لامتهان هذا العمل. وأوضحت الزعبي أن الحفل شمل فقرات متنوعة احتفاء بـ 50 عاملة نظافة، شملت برنامجاً ترفيهيا، وإفطارا وهدايا مقدمة من الطالبات للعاملات، وذلك لإدخال البسمة على قلوب العاملات المكرمات، وتقديراً على قيمة العمل الذي يقمن به، مشيرة إلى أن البرنامج يلخص محتوى عمليا لمادة التأصيل الإسلامي. واعتبرت أن هذا العمل يصنف من العمل التطوعي، الذي يعد من أهم الوسائل المستخدمة لتعزيز دور أفراد المجتمع نساء ورجالا في الحياة الاجتماعية والمساهمة في النهوض بمكانة المجتمع في شتى جوانب الحياة، داعية إلى أهمية إدخال العمل التطوعي ضمن المناهج، ومراحل تعليمنا منذ الصفوف الأولى حتى التخرج في الجامعة، وتعويد الطلاب والطالبات فعليا على ممارسته، وألا يكون نظرياً فقط. وأشارت إلى أن البرنامج لاقى صدى كبيرا بين أوساط منسوبي الجامعة من الطالبات والعاملات، مقدمة الشكر لجميع من شاركن في تفعيل البرنامج من طالبات المستوى السادس في فسم علم النفس، وأساتذة القسم مها الركف والدكتورة أحلام الضبيعي. من جانبها قالت الطالبة شهاليل الجوعي إحدى المشاركات الفاعلات في البرنامج، كنا نهدف من خلال البرنامج إلى أن نعكس صورا حقيقية عن ديننا ومجتمعنا، وإزالة الصورة السلبية وغير الحقيقية عنا من حيث تعاملنا مع الوافدين، مشيرة إلى أن الفكرة وجدت ترحيباً من الجميع. ولم تخف الجوعي سعادتها وزملاؤها حينما رأت دموع وفرحة عاملات النظافة بهذه الفعاليات، مؤكدة أنهن سيكررن هذه التجربة مراراً. وتشاركها الرأي زميلتها هيفاء الجريوي من فريق الحملة فأعينهن، مبينة أنها سعيدة لرسم البسمة بإقامة هذا البرنامج، منوهة بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوتهن، حيث كان يجالس المساكين ويؤاكلهم، ومستشهدة بقوله عليه الصلاة والسلام : هُمْ إِخْوَانُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ.