تجرأت إحدى دور العرض في مدينة تعيش في حال تأهب أمني، على فتح أبوابها لعرض فيلم «بلاك»، وهو نسخة عنيفة من مسرحية «روميو وجولييت»، تدور أحداثها وسط عصابات ضاحية مولينبيك الفقيرة في بروكسيل. ووضعت دار «أدفنتشر» المستقلة في وسط بروكسيل، بينما أغلقت المدارس والمتاجر ودور العرض الرئيسة أبوابها، بينما تلاحق السلطات في بلجيكا متطرفين، رسالة على موقعها الإلكتروني، قالت فيها إنها «ستفتح أبوابها في حال احتاج الناس لما يلهيهم». وجلس حوالى 12 شخصاً في دار العرض لمشاهدة فيلم «بلاك» الذي يصور، حتى قبل ارتباط ضاحية مولينبيك بهجمات باريس الشهر الجاري، الواقع القاسي للحياة في الضواحي الفقيرة ببروكسيل. وأخرج الفيلم عادل العربي وبلال فلاح، وهما بلجيكيان من أصل مغربي، ويتعاطف الفيلم مع الذين نشؤوا وهم يعتقدون أن لون بشرتهم والضاحية التي ولدوا فيها، من العوامل التي قد تعني أن لا مستقبل لهم. وقال العربي، إن «الناس يعتقدون أنك إما أن تكون تاجر مخدرات أو متطرف، وبالنسبة إلى الكثير من الشباب، فإن الخروج مع مجموعة من أصدقائك يكون أمراً صعباً، ولا يوجد سوى العاطلين يفكرون في مدى جدوى المحاولة». ويَعدُ الفيلم الذي فاز بجائزة في مهرجان «تورونتو» السينمائي الدولي، بعض الشباب بمستقبل في عالم التمثيل، إذ ينحدر أبو بكر بن سايحي الذي يلعب شخصية «مروان» بطل الفيلم من ضاحية مولينبيك، وكذلك الشخصية التي يجسدها إلى جانب ثلاثة آخرين ليس لأي منهم خبرة سابقة في التمثيل. وتؤدي دور «مافيلا» حبيبة البطل، مارثا كانغا أنطونيو التي تنحدر من منطقة فلاندرز. والبطلة في الفيلم، عضو في عصابة «بلاك برونكس» التي تتخذ من منطقة مونتاغ الأفريقية في بروكسيل مقراً لها، ويحظر أفراد العصابة عليها أن تدخل في علاقة عاطفية مع البطل الذي ينتمي إلى عصابة «1080»، المنافسة، مثلما حرمت جولييت وهي من عائلة كابوليت، من حب روميو ابن عائلة مونتيغ. وينحدر المخرج فلاح من ضاحية شاربيك، وهي ضاحية فقيرة أخرى في بروكسل قرب مولينبيك، بينما نشأ العربي في منطقة أنتويرب.