لقاء صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بشيوخ قبائل مأرب ووجهائها، الذين قدموا الشكر إلى الدولة لوقوفها إلى جانب اليمن في المحنة والأزمة الأخيرة التي تسبب بها الانقلابيون وحلفاؤهم ضد الشرعية كان لقاء أخوياً خاصاً عبر خلاله سموه عما في نفوس شعب الإمارات لأشقائهم في اليمن. علاقات تمتد لسنوات وضع أسسها الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله عليه وغفرانه وسار على ذلك النهج القويم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لخصها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في جملة واحدة حين قال: نحن شاركناكم في الدم، وزايد بن سلطان، رحمه الله، سبقنا إليكم، ونحن معكم يا إخواني بالأمس واليوم وغداً إن شاء الله تعالى، الله يحفظكم ويحفظ أهلكم وبلدكم بالعز والأمان والصحة. هو العز والخير الذي يبغيه سموه لنفسه وبلاده وشعبه وكذلك لشقيقه، فكانت الهبة التاريخية بقيادة المملكة العربية السعودية ومعها الإمارات لبسط الأمن والاستقرار في بلد عربي عزيز يمثل قوة حاول العدوان ضربه والقفز على الحق والعدل فيه. وقفة دول التحالف كانت مشرفة، قدمت فيها دماء أبنائها حفاظاً على الأراضي اليمنية وتحريرها من دنس العدوان الذي سعى لبيع الوطن وتقديمه على طبق من ذهب يحقق فيه الآخرون حلم التمدد والبغي على شعب عريق ذي حضارة ومواقف يشهد لها التاريخ. إن التضحيات الكبيرة التي قدمتها دول التحالف حتماً لن تذهب سدى، وستبقى الدماء الطاهرة التي روت أرض اليمن البساط الجميل لمراحل مهمة في مسيرة منطقة الخليج العربي وستقف سداً منيعاً في وجه أطماع خارجية وتدخلات أجنبية تستهدف أمنها واستقرارها. وستبقى الإمارات على موقفها المشرف من الأشقاء داعماً لهم، ومدافعاً عنهم ودافعاً عن بلدانهم كل شر وسوء، فهذا نهجها ولن تحيد عنه تحت أي ظرف. اللقاء حف بكل شيء يثير الفخر في العلاقات القوية بين الأشقاء. إذ وقف الوفد اليمني الذي جاء لتثمين موقف الإمارات السياسي والعسكري والإنساني والخيري والأيادي التي امتدت بالجود والسخاء لدعم الأشقاء في اليمن في وقت اشتدت فيه الخطوب، وذكر المتحدثون بكل خير وعرفان ما كان من الراحل، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وما حدث بعد ذلك من خلف كان وفياً لسيرة السلف.